عبدالسلام يحيي صمود غزة ويؤكد أن فلسطين ستبقى القضية الأولى والمركزية للأمة
حيّا رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام صمود غزة الأسطوري في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للأمة موضحا أن السلام الحقيقي في المنطقة لن يتحقق إلا بزوال الكيان الإسرائيلي المدعوم بالقوة الغربية الأمريكية على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
في خضم أعتى الجرائم الإسرائيلية على قطاع غزة، برزت قضية فلسطين من جديد كقضية محورية تشغل ضمير الأمة العربية والإسلامية. كانت غزة، التي عاشت خمسة عشر شهرا تحت قصف شديد، النموذج الأمثل في الصمود والمقاومة أمام الاحتلال الإسرائيلي. وبالرغم من تواطئ الكثير من الدول مع الاحتلال وصمت الكثير عت الحرائم المخيفة بحق ابناء غزة كان اليمن في طليعة الدول التي لبّت نداء غزة، مؤكدًا موقفه الثابت في دعم الشعب الفلسطيني المقاوم.
في هذا السياق، جاء بيان محمد عبدالسلام، رئيس الوفد الوطني المفاوض والناطق الرسمي باسم أنصار الله، ليعبر عن عمق المسؤولية الوطنية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية، والتي تعتبر بالنسبة لليمن القضية الأولى التي لن تتوانى الأمة في دعمها مهما كلف الثمن.
عبدالسلام حيا صمود غزة الأسطوري، الذي سجل في التاريخ صفحة مشرقة عن التضحية والصمود في مواجهة أحد أقوى الجيوش في العالم. وقد لخص عبدالسلام بقوة المشهد الفلسطيني، حيث أكد أن الشعب الفلسطيني الصامد في غزة قد واجه أشرس العدوان الإسرائيلي، مظهرًا إرادة لا تقهر رغم التدمير والدماء، وأكد على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة جمعاء وليست محصورًة على الفلسطينيين فقط. فغزة ليست مجرد جزء من الأرض، بل هي رمز من رموز النضال الفلسطيني والعربي والإسلامي، وهي الشاهد الحي على أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع فرض إرادته على شعب لا يقبل الاستسلام.
عبدالسلام أكّد أن المقاومة الفلسطينية، رغم التضحيات الجسيمة التي قدمتها، بما في ذلك استشهاد كبار القادة مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار وآخرين، قد عززت من عزيمة شعب غزة في مواجهة العدوان، واستمرت بكل قوة في مقارعة العدو حتى أرغمته على القبول بوقف إطلاق النار، وهو ما يعد انتصارًا نوعيًا للمقاومة على كافة الأصعدة.
عبدالسلام لم يقتصر في حديثه على مجرد التقدير لصمود غزة، بل تحدث عن دور اليمن المستمر في دعم القضية الفلسطينية. وأوضح أن موقف اليمن لم يكن ناتجًا عن فائض القوة أو استعراضها، بل كان نتيجةً لموقف أخلاقي وديني إنساني ينبع من مسؤولية لا يمكن التراجع عنها. بالرغم من الحصار المفروض على اليمن منذ سنوات، والمعاناة المستمرة بسبب العدوان السعودي الأمريكي، فقد كانت اليمن على موعد مع تفعيل دورها في معركة الإسناد لغزة، عبر مظاهرات مليونية أسبوعية، بالإضافة إلى العمليات العسكرية التي أثبتت فعاليتها في تعزيز هذا الموقف الشعبي والميداني.
وأضاف عبدالسلام أن اليمن لم يتردد في تقديم الدعم العسكري والسياسي لفلسطين، رغم الأوضاع الصعبة، لأن المسؤولية تجاه غزة هي مسؤولية الأمة جمعاء، وليست مسؤولية الفلسطينيين فقط. وذكر أن إسرائيل، بعنجهيتها واستمرارها في احتلال الأراضي الفلسطينية، لا تمثل تهديدًا لفلسطين فقط، بل لكل المنطقة العربية والإسلامية.
عبدالسلام لم يغفل أيضًا تقدير التضحيات التي قدمتها جبهات المقاومة الأخرى في المنطقة، والتي كانت جزءًا من معركة الإسناد لفلسطين. وفي مقدمة هذه الجبهات، المقاومة الإسلامية في لبنان، بقيادة السيد حسن نصرالله، التي قدمت العديد من الشهداء، وكان في مقدمتهم القائد السيد حسن نصرالله نفسه، الذي كان رمزًا للتضحية والإيمان بقضية فلسطين. وأشار عبدالسلام إلى أن المقاومة اللبنانية لم تقتصر على المساندة السياسية، بل كان لها دور محوري في المواجهات العسكرية ضد العدو، ما أسهم في رفع معنويات الشعب الفلسطيني.
كما قدم عبدالسلام تحيته للمقاومة الإسلامية في العراق، التي قامت بدور بارز في دعم الشعب الفلسطيني، من خلال تنسيق العمليات العسكرية والأنشطة الشعبية التي عززت الجبهة الموحدة ضد العدوان الإسرائيلي.
مع وصول المعركة إلى مرحلة إعلان وقف إطلاق النار في غزة، يبرز هذا الانتصار كدليل على أن الشعب الفلسطيني، بقيادة المقاومة، قادر على هزيمة أعتى القوى العسكرية في العالم. ورغم هذا التقدم الكبير، شدد عبدالسلام على أن القضية الفلسطينية لا تنتهي مع وقف إطلاق النار، بل هي قضية مستمرة تحتاج إلى اهتمام مستمر من الأمة، فالكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف حتى تحقيق النصر الكامل.
في ختام حديثه عبر عبدالسلام عن يقينه أن السلام لن يتحقق في المنطقة إلا بزوال الكيان الإسرائيلي، الذي يشكل تهديدًا مستمرًا لأمن واستقرار المنطقة. وأكد أن دعم فلسطين هو مسؤولية إسلامية وعربية لا يمكن التنازل عنها، وأن الشعوب الحرة في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وسوريا وغيرها، لن تدخر جهدًا في دعم هذه القضية.
ان القضية الفلسطينية ستظل في قلب وضمير الأمة العربية والإسلامية. ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، تظل جبهة المقاومة، التي تضم اليمن وفلسطين ولبنان والعراق، حائط الصد الأول ضد العدوان الإسرائيلي. إن ما تحقق من انتصارات، رغم ما تكبده الشعب الفلسطيني من تضحيات، لا يعدو كونه خطوة في الطريق الطويل نحو تحرير الأرض الفلسطينية.