16 كانون الثاني , 2025

جبهة اليمن: مع فلسطين حتّى الرّمق الأخير

حتّى الرّمق الأخير وقف اليمن بكلّ عزّة وشموخ إلى جانب فلسطين، مُسجّلاً في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس موقفاً سيُخلّده التّاريخ ومعادلات راسخة لن تُغيّرها الأيّام: لستم وحدكم ومعكم حتّى النّصر.

لم يكن دخول اليمن في معركة إسناد غزة دخولاً عابراً بل كان حضوراً فاعلاً واستثنائيّاً وترك آثاره الكبيرة على المشهد العام الذي أدى لانتصار استراتيجي كبير في معركة هي الاقسى في تاريخنا المعاصر.

لقد أسهم اليمن ضمن معركة إسناد غزة في انتصار المقاومة الفلسطينية من خلال حضوره الفريد والمتميّز الذي استطاع أن يُبدّل المشهد لصالح مقاومة غزة التي انتزعت انتصاراً تاريخيّاً في كبرى المعارك مع المُحتلّ.

عمليات القوات المسلحة اليمنية  العسكرية المساندة لقطاع غزة انعكست إيجابا على طاولة المفاوضات الغير مباشرة في الدوحة في دعم المفاوض الفلسطيني لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة واسهمت في الوصول لاتفاق يقضي بوقف العدوان والإبادة الجماعية الصهيونية على سكان القطاع المحاصر.

فلقد لعبت العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية دورا كبيرا في الضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة، حيث ربط الخبراء الخسائر الفادحة التي يتكبدها العدو في قدرة المفاوض الفلسطيني على المناورة في مفاوضات الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة.

وتضامنا مع غزة، باشرت القوات المسلحة منذ نوفمبر 2023 استهداف سفن شحن صهيونية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيرة.

وكان الهدف المباشر للأمريكيين والبريطانيين في العدوان على اليمن هو إيقاف عملياته المساندة لغزة، لكن مع مرور الأشهر تحول العدوان إلى عبء كبير على واشنطن جراء الضربات العسكرية اليمنية ضد البوارج والقطع الحربية والسفن التجارية التابعة لأمريكا وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.

ويعتقد النُقاد أن عامًا من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن قد حوّله إلى قوة عسكرية كبرى في المنطقة حيث تمكنت جزئيًا من كسر سيطرة أمريكا في البحار، وهو ما دفع حاملات الطائرات والبوارج والمدمرات للهروب والتواري بعيدًا عن مياه البحر الأحمر.

وبدأت القوات المسلحة اليمنية مهاجمة السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحر الأحمر في إطار المساندة لغزة التي تعرض سكانها لحرب إبادة جماعية صهيونية وحصار غاشم لا مثيل له في تاريخ الحروب، حيث وضعت شرطًا واحدًا لإيقاف عملياتها والمتمثل في إيقاف العدوان والحصار على غزة.

وفي خطاب تاريخي لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بعد ثلاثة أيام من طوفان الأقصى، أكد فيه أن اليمن لن يقف متفرجًا حول ما يحدث في غزة، وأطلق عبارته الشهيرة “لستم وحدكم”.. مؤكدًا أن اليمن سيتدخل في إسناد غزة إذا ما تدخلت أمريكا وساندت العدو الصهيوني.

من هنا كانت معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي// عمليات يمنية أربكت الحسابات وبدّلت المشهد وقلبت الصورة رأسا على عقب // معادلات أعادت تشكيل التوازنات  جسّد من خلالها اليمن حالة فريدة من الإسناد// طوّق المحتل وداعميه // ضربهم عسكريا وامنيا واستخباراتيا وقضى على اقتصاداتهم ولجم مشاريعهم واسهم في تقوية موقف المفاوض الفلسطيني الذي تمكن من فرض وقف إطلاق النار على المحتل الغاصب.

كان اليمن في هذه الجولة لاعبا رئيسا في التحوّلات التي شهدتها المنطقة والعالم // بتحدّيه وجرأة خياراته وصعّد بعملياته الاسنادية بما يمليه عليه الميدان وتطوراته فكانت مراحل خمس من المواجهة والتكتيك والمعادلات التي كان اولها لستم وحدكم وفي آخرها أن يافا غير آمنة.

معادلاتٌ فرضت نفسها على المشهد واجبرت إسرائيل وحلفاؤها على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية إلى سرعة التحرك لإيجاد مخرج من حرب استنزاف جرّدت أمريكا وتل أبيب أمنهم واقتصادهم // فكانت جبهة اليمن جبهة أساسية في نصرة غزة وانتصار مقاومتها

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen