غزّة تنتصرُ بمقاومتها وصمودِ شعبها وبدماءِ قادتها
لم تركع غزّة ولم تنحنِ ، واليوم بعد ١٥ شهراً من الصّمود والمُواجهة تنتصر غزّة بمقاومتها وثبات شعبها ودماء قادتها ، نصرٌ سيُحفر عميقاً في وجدان بني صهيون الذين تعرضوا لأكبر صفعة في التاريخ منذ السابع من أكتوبر عام الفين وثلاثة وعشرين.
بدماء قادتها وصبر أبنائها وصمود مقاومتها البطلة ، بدموع الفقد والقهر ومن قلب كل هذا الدّمار وتلك الاوجاع.. انتصرت غزّة.
١٥ شهراً لم تركع غزّة ولا مُقاومتها، 15 شهراً من القتال والاستبسال سطّرت فيها المقاومة في الميدان أشجع البطولات وأروع صور التصدّي ، نكّلت بجنود العدو وأذاقتهم مُرّ علقمها ، هُنا في الوحل الغزّاوي دُفنت كل اوهام الاحتلال ، وحدها المقاومة قاتلت وصبرت ورابطت في الميدان وسجّلت نصراً استراتيجيّاً وتاريخيّاً سيُحفر عميقاً في ذاكرة المُحتلّ.
على مدار الأشهر الماضية، ارتكب الاحتلال عدوانا شاملا على قطاع غزة، حمل معه دمارا هائلا وآلاما كبيرة على الصعيدين الإنساني والمادي، رغم ذلك، ظل الشعب الفلسطيني في غزة يواجه تلك التحديات بثبات، مما أوجد نوعا من الإصرار على عدم الاستسلام، ما دفع الاحتلال للتراجع خطوتين للخلف. فالشعب الفلسطيني في غزة بمقاتليه وسكانه، أعطى العالم دروسا في الثبات، ومن أن إرادة الشعوب لا يمكن كسرها بسهولة.
في السابع من أكتوبر تهاوى جيش الاحتلال ومُرغت انوف جنوده في التراب وسجّل التاريخ حينها انّ مقاومة غزة حيّة وحاضرة تقاتل بكل عزم لطرد المحتل عن أرضها.
هذا التاريخ المفصليّ الذي أفرز حقبة جديدة من المقاومة سجّل في طيّات صفحاته اياماً حملت في تفاصيلها الكثير من المشاهد، مشاهد التصدي مشاهد المواجهة مشاهد بطولية أظهرت بسالة المقاومة وحجّمت صورة المحتل الذي لطالما اعتقد أنه قادر على اجتثثات المقاومة، ليتّضح له خلال هذه الحرب الطويلة التي استنزفته كثيرا أن هذه المقاومة متجذّرة في التراب الفلسطيني وأنّ مصيره الحتميّ هو الزوال.
ما يزيد عن 400 يوم شاهد فيها العالم بطولات المقاومة التي ابتكرت وصنّعت الأسلحة وأعجزت المحتل بكل ما يملك من ترسانة عسكرية من أن يحقق ايا من أهداف حربه.
اليوم سقطت رهاناتهم وتبددت احلامهم ، فلا المقاومة اجتثّت ولا شعبها تراجع بل هي من اجبر الاحتلال على الرضوخ لوقف إطلاق النار بعد أن استنزفته وجعلته يعيش أسوأ مغامراته.
هي غزة العزة التي خرج منها جنود الاحتلال مدحورين يعانون نفسيا وجسديا مما عاشوه في ميدانها ، تقول غزة ومقاومتها وحاضنتها الشعبية نحن هنا والأرض لنا باقون كالزعتر والزيتون وباقون على ركام البيوت المهدّمة ، هنا شعب لا يموت ومقاومة تحيا ، هنا انتصرت غزة واندحر المحتلّ.