12 كانون الثاني , 2025

اليمن والعراق: وحدة المصير والموقف دعما لفلسطين في مواجهة العدوان

في وقت تتسارع فيه الأحداث الجيوسياسية ويزداد الضغط على دول المنطقة من قبل قوى الاستعمار والتدخلات الخارجية، يُبرز محور المقاومة صورة ناصعة من التضامن والمصير المشترك. وفي قلب هذا المحور، تقف اليمن والعراق كرمزين للمقاومة والصمود، حيث يجسد كل منهما تجارب فريدة في مواجهة العدوان والهيمنة الغربية. جاء حديث الحاج أبو آلاء الولائي، أمين عام كتائب سيد الشهداء العراقية، ليؤكد هذه الوحدة التي تتجاوز الجغرافيا والتاريخ، ويضع العراق واليمن في خط واحد من المواجهة والتحدي.

في عالمٍ يعج بالصراعات والتحديات الكبرى، حيث تتشابك المصالح الدولية وتتنازع القوى الكبرى على فرض هيمنتها، يظلّ التضامن بين الشعوب المقاومة شعاعاً من الأمل في وجه الظلام. وبينما تتسارع خطى العدوان على الأمة، يظهر العراق واليمن كرمزين للصمود والمقاومة، حيث يتكاتفان في مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم. في ظلّ هذا الواقع المعقد، تأتي تصريحات الحاج أبو آلاء الولائي، أمين عام كتائب سيد الشهداء العراقية، لتؤكد أن اليمن، كما غزة، لن يكون وحيداً في معركته ضد العدوان، بل هو جزء من محور مقاوم يتكامل فيه الدور العراقي واليمني في تحدي المشاريع الاستعمارية.

في كلمة ألقاها بمناسبة مرور عام على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، أكد الولائي على أن اليمن "لن يكون لوحده كما لم تكن غزة لوحدها"، مشدداً على وحدة الموقف بين البلدين في مواجهة التحديات المشتركة. هذه الكلمات لم تكن مجرد تعبير عن مشاعر تضامن، بل هي دعوة لإعادة تأكيد التكاتف العربي والإسلامي في مواجهة الأطماع الخارجية. فالعراق، الذي عانى من التدخلات الأجنبية في السابق، كان وما يزال أحد الداعمين الرئيسيين لليمن في معركته ضد العدوان، معلناً بذلك أن أي تهديد يستهدف اليمن هو تهديد للأمة العربية والإسلامية جمعاء.

لقد قدّم الحاج الولائي العراق كنموذج للصمود والتصدي للعدوان، مشيراً إلى أن العراق لن يتردد في تقديم الدعم الميداني والسياسي لليمن، مؤكداً على أن "نحن طوع أمركم" في أي معركة قد تطرأ. وهذا الموقف يعكس عمق العلاقة بين العراق واليمن، والروح المشتركة التي تجمعهما في إطار محور المقاومة الذي يشمل أيضاً لبنان وفلسطين. كما أن هذه العلاقة ليست جديدة، بل هي امتداد لتاريخ طويل من التضامن بين البلدين في مواجهة الهيمنة الاستعمارية والأطماع الإسرائيلية.

العلاقة بين العراق واليمن تجاوزت حدود التفاهم السياسي إلى شراكة فعلية في الدفاع عن القضايا المشتركة. فعلى مر السنين، قدم العراق دعماً كبيراً لليمن في مختلف المجالات، من الدعم اللوجستي والتدريبي إلى الدعم السياسي والدبلوماسي. واليمن، من جانبه، لم يتوانَ عن دعم العراق في محنته، حيث تجمعهما قواسم مشتركة في التحديات التي تواجهها المنطقة من تدخلات خارجية وأطماع استعمارية. ومن هنا، فإن الموقف الموحد بين العراق واليمن في هذه المرحلة الحساسة يُعتبر علامة فارقة في مسار المقاومة.

لقد شكلت تصريحات الولائي تأكيداً على أن العراق واليمن ليسا فقط في مواجهة مشتركة ضد العدوان، بل في مسار واحد يهدف إلى تحرير الأمة من الهيمنة الغربية والإسرائيلية. كما أكد على أن القوى الاستعمارية التي تسعى إلى زرع الفتن وفرض الهيمنة على المنطقة لن تنجح في مساعيها، ما دام هناك محور قوي ومتماسك يجمع بين هذه الدول. وبتعبيره عن التزام العراق الكامل بالوقوف إلى جانب اليمن، لفت الولائي إلى أن محاربة هذه القوى تتطلب تحالفات استراتيجية ثابتة لا تعرف التفريط أو التراجع.

في هذا السياق، يبرز العراق واليمن كداعمَيْن رئيسيين للمقاومة في المنطقة، حيث يشكلان جناحين رئيسيين في مواجهة مشاريع التقسيم والهيمنة. وبينما تسعى القوى الغربية والإسرائيلية لتقسيم المنطقة واستهداف شعوبها، يقف العراق واليمن معاً في جبهة موحدة، مظهرين للعالم أن الأمة التي تقف معاً لن تهزم، وأن محور المقاومة هو القوة التي يمكن أن تصنع التغيير في المنطقة.

ان الموقف الموحد بين العراق واليمن ليس مجرد تعبير عن تضامن بين بلدين، بل هو تجسيد لفكرة المقاومة المستدامة التي تحمي الأمة العربية والإسلامية من التهديدات الخارجية. وفي هذا السياق، يعتبر الحاج الولائي أن محاربة هذا العدوان تتطلب إرادة صلبة وعزيمة لا تلين، وهو ما يجسدها الموقف العراقي واليمني في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen