إطلاق صواريخ من شمال غزّة..دوافعٌ وتداعياتٌ استراتيجيّة في حرب استنزاف العدوّ
أثار إطلاق صواريخ المُقاومة الفلسطينيّة من شمال قطاع غزة ردود فعل داخل الاوساط الصهيونية، في هذا السياق تحدّث تقرير لموقع مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية عن خلفيّات ودوافع استئناف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على "إسرائيل"، مُتطرّقاً في تفاصيله الى التداعيات الاستراتيجية لهذه الخطوة.
جاءت خطوة إطلاق الصواريخ من شمال قطاع غزة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية كخطوة مفاجئة أربكت حسابات كيان الاحتلال الإسرائيلي وجنوده في الميدان الذين رأوا في هذه الخطوة دلالة كبرى على حضور المقاومة المتجذّر في الأرض فضلاً عن سلامة قدراتها العسكريّة.
هذا الأمر تحدّث عنه تقريرٌ مفصّل لموقع مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية سارداً جملة من التداعيات والدلالات حول هذه الخطوة وانعكاساتها الاستراتيجية ودوافعها.
موقع مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، يتحدّث في تقرير عن خلفيّات ودوافع استئناف حركة حماس، إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على "إسرائيل"، ويتطرّق إلى التداعيات الاستراتيجية لهذه الخطوة.
وفي معرض حديثه عن هذه الخلفيّات، ذكر التقرير أنّ حماس تمكّنت من إعادة بناء بعض بنيتها التحتية العسكرية، بما في ذلك إنتاج الصواريخ، إذ يشير استئناف إطلاق الصواريخ مؤخّراً، إلى تجديد جزئي لمخزون حماس واستمرار قدرتها العملياتية.
الموقع نقل عن مصادر أمنية إسرائيلية، أنّ الجناح العسكري للمنظمة تعافى إلى حد ما، حيث تمكّن من إنتاج مئات الصواريخ الجديدة باستخدام مخارط تمّ تهريبها عبر الأنفاق التي لا تزال عاملة في غزة.
أمّا بالنسبة إلى دوافع استئناف إطلاق الصواريخ، يقول التقرير ان قرار حماس باستئناف الهجمات الصاروخية مدفوع باعتبارات عملية وسياسية، موضحا انه من خلال إطلاق الصواريخ، تسعى حماس إلى إظهار قدرتها على الصمود والعمليات، على الرغم من الهجوم الذي يشنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فترة طويلة وفق التقرير.
ويتابع تقرير المركز بأنّ وهذه الرسالة موجّهة إلى سكان غزة والجمهور الإسرائيلي، وتؤكّد أنّ حماس تظل قوة مهمة حتى بعد تكبّدها خسائر فادحة.
كما أنّ الصواريخ التي تُطلق من شمال غزة ، من ابرز رسائلها ايضا أنّ إسرائيل لا تستطيع بسهولة احتلال هذه المنطقة، التي تشكّل حالياً نقطة محورية لعمليات جيش الاحتلال.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اطلاق الصواريخ يشكّل أيضاً بياناً سياسياً، إذ تسعى حماس إلى إيصال رسالة مفادها أنّ العمليات الإسرائيلية في غزة لم تحقّق أهدافها، ومن خلال مواصلة هجماتها، تعمل المقاومة على تقويض رواية الحكومة الإسرائيلية عن التقدّم وتعزّز الروح المعنوية للشعب الفلسطيني.
أمّا التداعيات الاستراتيجية لاستئناف إطلاق الصواريخ، فقد رأى التقرير أن ذلك يُعدّ خطوة تكتيكية في إطار استراتيجية المقاومة الأوسع نطاقاً، المتمثّلة في شنّ حرب استنزاف، مع التأثير على المفاوضات الجارية في الدوحة بشأن صفقة محتملة لإطلاق سراح الأسرى، واتفاق وقف إطلاق النار.
فمن خلال الحفاظ على الضغط على "إسرائيل"، تهدف المقاومة إلى انتزاع التنازلات وتشكيل شروط، أيّ تسوية محتملة بالإضافة إلى أنّ الهجمات الصاروخية تعمل على الإضرار بالمعنويات العامّة الإسرائيلية، في مقابل رفع معنويات المقاومة الفلسطينية.
وبناءً على هذه المعطيات، خلص تقرير الموقع إلى أنّ استئناف حماس لإطلاق الصواريخ يؤكّد تصميمها على الصمود في وجه العمليات العسكرية الإسرائيلية في وقت تعكس تصرّفات المقاومة على الارض مزيجاً من التعافي العملياتي والمقاومة الاستراتيجية والإشارات السياسية القادرة على انتزاع الحق الفلسطيني مهما كلّف الأمر من اثمان