المُقاومة تستولي على طائرات الاحتلال: تكتيكٌ يُفقده القدرة على جمع المعلومات الاستخباراتيّة
تبسطُ المقاومة في غزة سيطرتها على الميدان ، حتى في الجو لم تستطع طائرات الاحتلال المسيّرة أن تسرح في سماء غزة وكانت عين المقاومة عليها بالمرصاد ، تطوّر يكشف قدرة المقاومة على التكيّف مع ظروف الميدان والتحكّم بمجرياته ، فيما يكشف من جانب آخر فقدان الاحتلال القدرة على جمع مزيد من المعلومات الاستخباراتية من القطاع المُحاصر.
تصمدُ المقاومة في قطاع غزّة وتُسطّر مزيداً من الإنجازات الميدانيّة بوجه ترسانة ضخمة للاحتلال لم تستطع أن تحقّق أيّاً من أهدافها داخل قطاع غزة.
وفي جديد ما كشفه الميدان توثيق للاشتباكات مع قوات الاحتلال المتوغلة في جباليا شمال القطاع كما وتمكّن مقاومة غزة من الاستيلاء على عدد من طائرات الاحتلال المسيّرة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
المشاهد التي وزّعها الاعلام العسكري أظهرت اكتساب المقاومة قدرات قتالية نوعيّة مع مرور الوقت..
وبهذه السيطرة على طائرات العدو المسيّرة دلالة على الخسائر الكبيرة التي يتكبّدها ولعلّ أبرزها فقدانه معلومات استخباراتيّة حيويّة.
كما يُبرز هذا التطوّر في سياق الاشتباكات التي جرت بين المقاومة والاحتلال في ميدان جباليا قدرة المقاومة على العمل على مستويات عدة: الاشتباك والرصد ومن ثمّ الاستهداف.
ويرى خبراء عسكريّون متابعون لمجريات الميدان أنه وعلى الرغم من الظروف الصعبة والخطرة التي تواجهها، تُظهر المقاومة احترافية عالية في عملياتها، منها دقة إصابة الأهداف باستخدام قذائف متطورة، والتصدي لقوات الاحتلال بإصرار في معركة تعتبر وجودية بالنسبة لها، كما يعكس فاعلية منظومتها الأمنية والسيبرانية.
ويُستفاد بحسب المعنيّين من هذه المسيّرات المستولى عليها من خلال استخراج البيانات المسجلة واستخدامها بطرق مختلفة، بما في ذلك تحويل بعضها إلى طائرات انتحارية لمهاجمة تجمعات قوات الاحتلال.
كما يُلحق استيلاء المقاومة على مسيرات الاحتلال خسائر كبيرة، أهمها فقدان قدرته على جمع المعلومات الاستخباراتية وتوجيه عملياته العسكرية، مما يؤدي إلى تقويض قدراته التكتيكية وإعاقة تحركات وحدات المشاة والدبابات.
يُشار أيضاً إلى تصاعد النشاط الاستخباري الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، مع استخدام طائرات صغيرة الحجم أو مأهولة مزودة بأجهزة استشعار وكاميرات متطورة، في محاولات لرصد شبكات الأنفاق ومواقع المقاومين، لكن المقاومة أبدت قدرة ملحوظة على التصدي لهذه المحاولات.
مقاومة غزة صامدة وتبتكر الأساليب المناسبة لمواجهة تطورات الميدان وتنجح في التكيّف مع كل مُستجِدّ وتُحوّله إلى فرصة تحصدُ من خلالها مزيداً من الإنجازات التي ستُمكّنها في نهاية المطاف من الانتصار في كبرى معاركها انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني.