08 كانون الثاني , 2025

مستشفيات غزة مصائد للموت..الضحايا متروكون لمصيرهم

في غزة، حيث يرزح السكان تحت وطأة الحصار والقصف، تُصبح المستشفيات أكثر من مجرد مبانٍ طبية، إنها ملاذ للأمل، وملجأ يلوذ إليه الجرحى والمكلومون بحثًا عن حياة تُقاوم الموت، لكنها في هذه الاوقات تتحول من واحاتٍ للحياة إلى مسارح للدمار، فتُستهدف بالصواريخ والقذائف، ليُقتل الأمل قبل أن يُولد.

في قلب قطاع غزة حيث يواجه الناس معاناةً يومية في ظل الحصار والعدوان، تظل المستشفيات الملاذ الأخير للجرحى والمرضى والأمهات اللاتي ينتظرن معجزة حياة جديدة. إنها الأماكن التي تُضيء وسط ظلام الحرب، حيث تُروى قصص الألم والصمود، وحيث تمتزج دموع الفقد بابتسامة أمل. لكن حين تتحول هذه الملاجئ الآمنة إلى أهداف للدمار والقصف يصبح الألم مضاعفًا والمعاناة أكبر.

استهداف المستشفيات ليس مجرد تدمير للبناء أو المعدات، بل هو اعتداءٌ على الروح الإنسانية نفسها. إنه يعني حرمان الأطفال من العلاج، وترك الأمهات ينزفن دون مساعدة، وسلب الأمل من أولئك الذين تعلقوا بخيط حياة أخير.

في السياق أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، أن المستشفيات في غزة أصبحت مصايد للموت.

وقالت الأونروا في منشور في منصة أكس: العائلات في غزة تتفكك، والأطفال يموتون من البرد، والجوع يحصد حياة الناس، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.

وزارة الصحة الفلسطينية في غزة حذرت بدورها من كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية وحضانات الأطفال في كافة المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في القطاع.

مضيفة انه لا يوجد مخزون وقود لدى المستشفيات بسبب السياسة التقطيرية التي يتبعها الاحتلال في إدخال الوقود منذ بداية الحرب على غزة.

كما أفادت ان الاحتلال يجبر قوافل المساعدات بما فيها سيارات الوقود على سلوك طرق مليئة باللصوص وقطاع الطرق لسرقتها تحت حمايته.

وأشارت الى انه تمّت سرقة آخر شحنة من الوقود يوم أمس كانت بطريقها إلى المستشفيات من خلال مؤسسات أممية.

تأتي هذه التصريحات في وقت تستمر إسرائيل في حرب الإبادة على قطاع غزة لليوم الـ460، وتنفيذها المجازر بحق المدنيين، وتدميرها البنية التحتية والقطاع الصحي، واستهدافها للمستشفيات.

وسجّلت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 45,885 شهيداً و109,196 جريحاً منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في حصيلة غير نهائية.

في غزة عندما يُسمع صوت الانفجار بالقرب من مستشفى، تُحطم قلوب، وتُزهق أرواح، ويُضاف جرح جديد إلى جسد الإنسانية المنهك.

إنه مشهدٌ يصرخ للعالم أجمع يطلب عدالةً مفقودة، ويحث على أن يكون للإنسانية مكانٌ وسط ركام الحروب.

وفي قلب هذا المشهد المأساوي، يبقى السؤال: إلى متى تُترك غزة تصارع وحدها في ميدان الموت، دون حمايةٍ تكفل لها حق البقاء؟

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen