07 كانون الثاني , 2025

اليمن يسطّر هيبة الردع في البحر الأحمر: معادلات نارية ورسائل عسكرية تغيّر موازين القوى العالمية

في عمق البحر الأحمر حيث كانت رموز الهيمنة تتجول مطمئنة، دوَّى صوتٌ مختلف، صوتُ صواريخٍ يمنيةٍ مجنّحة وطائراتٍ مُسيّرة اخترقت طغيان السماء والماء، لتعلن أن اليمن، رغم الحصار والجراح، قد تحول إلى قوة لا يُستهان بها، تُعيد رسم خرائط الردع وتكسر معادلات الهيمنة، في مواجهة عدوين متغطرسين، أميركا وإسرائيل، كتب اليمنيون بلغة النار والمواجهة رسالة مفادها: هنا تُكسر الغطرسة، هنا لا تُكسر إرادة، وهنا يُحسم مستقبل الهيمنة بأيدٍ يمنية لا تعرف التراجع.

حين يشتعل البحر الأحمر بنيران اليمن، وحين تهتز أساطيل الهيمنة تحت ضربات الصواريخ المجنّحة والطائرات المسيّرة، يتغير ميزان القوة ويُكتب فصل جديد في معركة الإرادة. من أعماق الحصار نهض اليمن، ومن بين أنقاض الحرب أشعل معادلة النار بالنار والهيمنة بالردع. إنها لحظة استثنائية يقف فيها العالم مذهولًا أمام قوة تتحدى المستحيل، ورسائل من قلب البحر تؤكد ان لليمن شاطئا وامواجا تُغرق المحتل افواجا افواجا..

في مشهد استثنائي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ أربع عمليات عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس هاري ترومان" وأهدافًا عسكرية إسرائيلية في الأراضي المحتلة. هذه العمليات ليست مجرد إنجاز عسكري، بل إعلان صارخ عن معادلات ردع جديدة تفرضها صنعاء على مسرح الأحداث الإقليمية والدولية، في لحظة تاريخية تعيد رسم توازنات القوة في المنطقة.

العملية التي استهدفت حاملة الطائرات الأميركية شمالي البحر الأحمر بصاروخين مجنّحين وأربع طائرات مسيّرة، كشفت عن تفوق تقني وعسكري يمنح القوات المسلحة القدرة على شل أهم رموز الهيمنة العسكرية الأميركية. العملية التي جاءت أثناء استعداد العدو الأميركي لتنفيذ هجوم جوي كبير على اليمن، نجحت في إفشال المخطط، مما يعكس كفاءة استخباراتية عالية ودقة في توقيت الضربة، وهو ما ينقل المعركة من الدفاع إلى الهجوم.

لم يقتصر الرد اليمني على الوجود الأميركي في البحر، بل امتد ليضرب أهدافًا إسرائيلية في قلب الأراضي المحتلة. الطائرات المسيّرة اليمنية نفذت عمليات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية في يافا المحتلة وعسقلان، لتثبت أن اليمن لم يعد حليفًا داعمًا للقضية الفلسطينية من بعيد، بل شريكًا فعليًا في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي. هذه الضربات التي أصابت أهدافها بنجاح، لم تكن فقط دعمًا لغزة المحاصرة، بل إعلانًا عن تحول اليمن إلى طرف أساسي في محور المقاومة، لا يقبل الحصار ولا يتراجع أمام العدوان.

في ظل هذه الإنجازات، تتجلى أبعاد استراتيجية عميقة تُعيد تعريف الصراع الإقليمي.

البحر الأحمر، الذي طالما اعتبرته الولايات المتحدة وإسرائيل ممرًا آمنًا لنفوذهما العسكري والاقتصادي، أصبح اليوم ساحة ردع جديدة بيد القوات المسلحة اليمنية. العملية التي استهدفت حاملة الطائرات الأميركية أثبتت أن اليد اليمنية قادرة على الوصول إلى ما وراء الحدود، وأن المياه الإقليمية لم تعد مسرحًا حصريًا للقوى الكبرى.

هذه الرسائل العسكرية تحمل أبعادًا أخرى أكثر عمقًا. استهداف العدو الإسرائيلي مباشرة يُكرّس معادلة جديدة مفادها أن اليمن مستعد لتوسيع جبهة المواجهة إذا استمر العدوان على غزة. صنعاء، التي ظلت تواجه الحرب على أرضها لسنوات، باتت اليوم قادرة على تصدير المعركة إلى عمق الأراضي المحتلة، مُحطمة بذلك صورة التفوق الإسرائيلي، ومثبتة أن المقاومة العربية أصبحت أكثر تماسكًا وقوة.

هذه التحولات تعكس تطورًا هائلًا في القدرات العسكرية اليمنية، التي باتت تعتمد على تكنولوجيا متقدمة في مجال الصواريخ والطائرات المسيّرة. ورغم الحصار الخانق، استطاعت القوات المسلحة تطوير منظومات هجومية قادرة على اختراق أقوى التحصينات، سواء في البحر أو على اليابسة. هذه القفزة النوعية لا تعبر فقط عن إنجاز تقني، بل عن إرادة صلبة تُعيد صياغة معادلات القوة في المنطقة.

الرسائل التي تحملها هذه العمليات ليست موجهة فقط إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بل تمتد لتصل إلى جميع الأطراف الإقليمية والدولية. الولايات المتحدة، التي اعتادت أن تفرض هيمنتها العسكرية في البحر الأحمر دون منازع، تجد نفسها اليوم أمام واقع جديد عنوانه أن أي تحرك عدواني سيُقابل بضربة موجعة. أما إسرائيل، فتدرك أن أمنها الداخلي لم يعد محصنًا كما كان، وأن أي اعتداء على غزة سيُقابل برد مؤلم من خارج حدود فلسطين.

بهذا المشهد، يبدو أن اليمن لم يعد مجرد ساحة معركة، بل تحول إلى لاعب إقليمي يصوغ معادلات جديدة تُعيد توزيع موازين القوى. العمليات العسكرية الأخيرة ليست مجرد رد فعل، بل خطوة استباقية تحمل رسائل من نار: لا مكان للهيمنة المطلقة، ولا أمان للعدو إذا استمر في عدوانه. إنها لحظة فارقة تُرسّخ مكانة اليمن كقوة مقاومة قادرة على قلب الطاولة، وتحويل البحر الأحمر من ممر للهيمنة إلى ساحة للمواجهة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen