07 كانون الثاني , 2025

المقاومة الفلسطينية تضرب بقوة: خسائر ضخمة للعدو وتفوق ميداني على جبهة غزة

في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي، تثبت المقاومة الفلسطينية مجددًا قدرتها على إيلام العدو وتوجيه ضربات قوية لآلياته ومواقعه العسكرية. من استهداف دبابات ميركافا إلى إطلاق صواريخ كثيفة، تعكس العمليات النوعية للمقاومة قوة لا تقهر وجاهزية عالية رغم الضغوط العسكرية المتزايدة، و بينما يستمر الاحتلال في تكبد الخسائر البشرية والمادية في معركة شمال غزة، تؤكد المقاومة على قدرتها على الحفاظ على توازن القوة، ما يعكس تفوقًا استراتيجيًا يدحض محاولات الاحتلال لتأمين غلاف غزة.

في قلب غزة الصامدة، تتواصل معركة الإرادة والمقاومة ضد آلة الحرب الإسرائيلية التي تحاول بكل قوتها النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني. ولكن، على الرغم من الحصار والقصف الجوي الكثيف، تواصل المقاومة الفلسطينية تفوقها في ساحة المعركة، مسطّرةً أروع صور الشجاعة والصمود. خسائر الاحتلال تتوالى، فيما تزداد المقاومة قوةً وقدرة على إيلام العدو في أعتى معاقله. تحولت غزة إلى قلعةٍ من الحديد والنار، حيث لا شيء يمكن أن يوقف لهيبها، ولا قوة يمكن أن تنال من عزيمتها.

وفيما تواصل المقاومة الفلسطينية معركتها ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تتساقط حلقات من الخرافات الإسرائيلية حول التفوق العسكري، ويستمر الغزاة في اكتشاف حقيقة مُرة: المقاومة الفلسطينية ليست مجرد قوة محلية بل هي طوفان متصاعد، يضرب عمق الاحتلال ويلحق به أضرارًا جسيمة.

في هذا السياق، تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ممارسة استراتيجيات هجومية معقدة ومتطورة، تمثل تحديًا عسكريًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي. العملية النوعية التي نفذتها الكتائب شرق مفترق الصفطاوي قرب معسكر جباليا شمال قطاع غزة، هي مثال على مستوى التكتيك الذي وصلت إليه المقاومة. فقد تم استهداف آليات "ميركافا" الإسرائيلية، التي تُعد من أقوى الدبابات في العالم، بواسطة عبوتين ناسفتين شديدة الانفجار، ما أدى إلى تدمير جزء من الآليات، وتسجيل خسائر فادحة في صفوف الاحتلال. هذه الضربة، التي أثبتت قدرة المقاومة على مفاجأة العدو وفرض معادلة جديدة في ساحة المعركة، أظهرت أيضًا أن الاحتلال الإسرائيلي ليس في منأى عن الهجمات المباغتة والكمائن المتقنة التي تترك آثارًا نفسية وعسكرية عميقة.

في ذات السياق، تبنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤولية إطلاق سلسلة من الرشقات الصاروخية التي استهدفت مستوطنات غلاف غزة، إضافة إلى المواقع العسكرية شمال القطاع. هذه الصواريخ لم تكن مجرد رد فعل بل جاءت في إطار استراتيجية مرسومة بعناية لضرب العمق الاستراتيجي للمحتلين وإرباك قواتهم. مما لا شك فيه أن هذه العمليات تظهر براعة المقاومة في تحديد أهدافها بدقة، وقدرتها على إطلاق النيران من مواقع متنوعة بعيدًا عن أنظار العدو، ما يجعل الاحتلال في حالة تأهب دائم.

ورغم محاولات الاحتلال الإسرائيلي تقديم نفسه في صورة الجندي الذي يسعى لفرض الهيمنة، جاءت الأنباء الإسرائيلية لتكشف عن خسائر غير متوقعة في صفوفه. فقد أعلن جيش الاحتلال عن مقتل نقيب وجندي آخر من لواء "ناحل"، أحد أبرز وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، إثر انفجار عبوة ناسفة شديدة القوة استهدفتهم أثناء تقدمهم نحو منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة. هذا الحادث ليس مجرد خسارة بشرية، بل يمثل ضربة معنوية قاسية للجيش الإسرائيلي، الذي يعتقد دائمًا أنه في مأمن من الهجمات الجهادية الفلسطينية، بينما أثبتت المقاومة أنها تملك القدرة على اختراق الدفاعات المعقدة ومهاجمة قلب الصفوف الإسرائيلية.

وعلى الرغم من محاولات الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية مكثفة لتدمير البنية التحتية للمقاومة، أظهرت المقاومة الفلسطينية في غزة، على مدار 450 يومًا من العدوان، أنها تتمتع بقدرة فائقة على التكيف والاستمرار في القتال. فكلما استهدفت إسرائيل أحد الأهداف الحيوية في غزة، كان رد المقاومة سريعًا، بتكثيف الهجمات الصاروخية وبوضع خطط هجومية مضادة، تحطم معنويات الجنود الإسرائيليين وتربك حساباتهم العسكرية. وهو ما أثبتته عدة عمليات هجومية قوية نفذها "المجاهدون" في مناطق حساسة، حيث استهدفت هذه العمليات الآليات العسكرية ومراكز القيادة، مما أجبر الاحتلال على التراجع والتخلي عن العديد من المواقع العسكرية.

ومع استمرار هذا الكر والفر في المعركة، تتواصل خسائر الاحتلال، التي بدأت تتصاعد بشكل متسارع. الصحف الإسرائيلية التي كانت تتحدث عن "تفوق" جيش الاحتلال، باتت الآن تُسجل تصاعدًا في أعداد القتلى والجرحى، في ظل استهداف متزايد للمواقع العسكرية والحواجز الأمنية في المناطق الحدودية. وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية ضرب أهداف استراتيجية، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي بات عاجزًا عن ردع هذا الصمود العميق، الذي يزداد قوة يومًا بعد يوم.

المقاومة الفلسطينية، بكل جناحيها العسكريين، تواصل استعراض قدراتها الاستراتيجية، وتثبت أن غزة ليست مجرد ساحة معركة، بل هي معقل إيماني يتحصن فيه الأبطال ضد آلة الحرب الإسرائيلية، محققة توازنًا استراتيجيًا في ساحة المعركة، ومُرسخة معادلة أن العدوان لن يمر دون ثمن باهظ.

إن ما يميز هذه المرحلة من المعركة هو قدرة المقاومة الفلسطينية على فرض إرادتها رغم الحصار والضغوط الدولية، وعلى تدمير الأساطير العسكرية التي طالما روجها الاحتلال. فكل يوم يمر، تزداد عزيمة المقاومة، وتزداد الخسائر في صفوف الاحتلال، ما يجعل الفلسطينيين يقفون بثبات على أرضهم، عاقدين العزم على تحرير كل شبر من أراضيهم، وملهمين للأجيال القادمة بشجاعة لا تنكسر.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen