07 كانون الثاني , 2025

الضفة والقدس...عمليات فدائية تخرق تحصينات الاحتلال الأمنية

تستمر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس في تقديم نموذج حي عن القوة والصمود في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تنفجر العمليات النوعية في مختلف المناطق لتثبت أن إرادة الفلسطينيين لن تُكسر مهما كانت التحديات. من الهجمات الفدائية المدروسة إلى الاشتباكات المسلحة، تتوالى العمليات التي تؤكد على فشل الاحتلال في السيطرة على الأرض أو حماية مستوطناته، وتكشف عن تطور تكتيكي لافت في أساليب المقاومة.

في قلب الضفة الغربية والقدس، يواصل المقاومون الفلسطينيون كتابة فصول جديدة من الصمود والتحدي ضد الاحتلال الإسرائيلي. تتعدد الأساليب والطرق، لكن الهدف واحد: تعزيز المقاومة بكافة أشكالها وألوانها. كل عملية نوعية، سواء كانت اشتباكًا مسلحًا أو هجومًا فدائيًا دقيقًا، هي تأكيد آخر على أن الشعب الفلسطيني لا يرضى إلا بتحقيق الحرية واستعادة حقوقه. العمليات المتتالية في هذه المناطق تشهد على تزايد قدرة المقاومة على اختراق التحصينات الأمنية، مما يعكس عجز الاحتلال عن إخماد الثورة الشعبية التي تزداد قوة وصلابة يوماً بعد يوم.

حيث نفذت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية عمليات نوعية في قلب الأراضي المحتلة، افتتحتها بالعملية التي حملت اسم "كيدوميم"  وهي تعد واحدة من أبرز العمليات النوعية في الآونة الأخيرة، حيث استهدفت مركبتين بالقرب من مستوطنة "كيدوميم"، وأسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة، اثنان منهم إصابتهما خطيرة. من بين القتلى كان هناك محقق في مركز شرطة الاحتلال بمستوطنة "أرئيل"، مما يعكس أهمية العملية كضربة أمنية موجهة ضد جهاز الأمن الصهيوني. ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، تمت العملية في موقعين منفصلين: الأول عند مدخل قرية "الفندق"، والثاني داخل القرية نفسها، مما يدل على دقة التنفيذ والتخطيط الذي صاحب العملية.

تأتي عملية "كيدوميم" في سياق مستمر من العمليات التي نفذها المقاومون الفلسطينيون في الضفة الغربية، والتي تحمل رسالة واضحة بأن المقاومة لا تزال في أوج قوتها.
خلال الساعات الاربعه وعشرين الماضية، شهدت مناطق مختلفة من الضفة اشتباكات مسلحة، كان أبرزها اشتباكات مسلحة واندلاع مواجهات في قلقيلية وباقة الحطب، بالإضافة إلى مواجهات مع قوات الاحتلال في رأس خميس بالقدس.

في جنين، تم تنفيذ اشتباكات مسلحة خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة اليامون. أما في نابلس، فقد تركزت العمليات في مخيمات بلاطة وعسكر، حيث جرت اشتباكات مسلحة مع القوات الاحتلالية وتفجيرات لعدد من العبوات الناسفة. كذلك، شهدت مناطق أخرى في نابلس مثل مادما وبيت فوريك والمساكن الشعبية مواجهات والقاء حجارة.

في طوباس، وتحديداً في بردلا، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال تخللتها مواجهات بالزجاجات الحارقة. كما شهدت بعض المناطق مثل مخيم عسكر مظاهرات احتجاجية ضد الاجتياح الإسرائيلي.
في بلدة "اليامون" بجنين تصدى المقاومون لاقتحام قوات الاحتلال كما شهدت مخيمات "بلاطة" و"عسكر" في نابلس عمليات تفجير لعبوات ناسفة استهدفت آليات الاحتلال العسكرية، مما يثبت أن المقاومة الفلسطينية باتت أكثر تنوعًا وتطورًا في استراتيجياتها.

في القدس المحتلة، تواصلت المواجهات في منطقة "راس خميس"، حيث ألقى الشبان الفلسطينيون الحجارة والمفرقعات على قوات الاحتلال، ما أسفر عن إصابات في صفوف الجنود. في مدن أخرى مثل نابلس وقلقيلية وطوباس، تم توجيه ضربات مؤلمة لجنود الاحتلال باستخدام الحجارة والعبوات الناسفة، في ظل إجراءات أمنية مشددة من قبل الاحتلال.

العمليات النوعية التي شهدتها الضفة الغربية والقدس في الأيام الماضية تحمل رسالة واضحة: المقاومة الفلسطينية مستمرة ولن تتوقف. إن الفلسطينيين، من جميع فئاتهم، يثبتون من خلال هذه العمليات أنهم مستعدون لدفع أي ثمن في سبيل الحرية واستعادة حقوقهم. رغم كل المحاولات الإسرائيلية لإخماد الثورة الفلسطينية، تبقى المقاومة في تصاعد مستمر، تزداد قوتها يومًا بعد يوم.
اما  عملية "كيدوميم" فهي تذكير قاسي للاحتلال بأن الفلسطينيين لا يقبلون بالهزيمة، وأن كل محاولات الاحتلال لتحويل أرضهم إلى مستوطنات لن تكون إلا هباءً منثورًا.

إن ما يحدث في الضفة الغربية والقدس هو تأكيد حي على إرادة الشعب الفلسطيني الذي يواجه تحديات كبيرة، ولكنه لا يزال يقاوم بثبات وقوة. على الرغم من كل محاولات الاحتلال لتقديم نفسه كقوة عظمى، فإنه يظل عاجزًا عن كسر إرادة الفلسطينيين. إن العمليات النوعية في الضفة والقدس تظهر أن المقاومة الفلسطينية تواصل العمل بكفاءة عالية وتأكيد حقوق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، حتى يتم تحقيق النصر الكامل ورفع الظلم عن أرض فلسطين.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen