06 كانون الثاني , 2025

أهدافُ حربِ الكيان على غزّة: فشلٌ استراتيجيّ مُدوٍّ

أفشلت مقاومة غزة بصمودها طيلة ١٥ شهراً كلّ مخططات الاحتلال من تهجير وتدمير لفصائل المقاومة والأهم إجهاض مشروع تصفية القضية الفلسطينيّة برمّتها ما دفع عسكريين وسياسيين داخل الكيان إلى الاعتراف بأن اسرائيل أمام فشل استراتيجيّ مدوٍّ.

رغم الأثمان الباهظة التي دفعها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال الحرب الجارية منذ 15 شهرًا، الا أن الأثمان التي كانت ستُدفع - وفشلت بفعل صمود الشعب ومقاومته - كانت باهظة أيضًا، وتتعلق بمصير القضية الفلسطينية برمتها.

فالمقاومة في قطاع غزة لك تواجه حرب إبادة فقط شُنت على القطاع، بل منعت بفعل الصمود الأسطوري تصفية القضية الفلسطينية، وأفشلت مخطط تهجير أهالي القطاع إلى سيناء وأهل الضفة الغربية، مما حصر الاحتلال أهدافه في القضاء على حركة حماس واستعادة أسراه بالقوة العسكرية، وهو ما فشل في تحقيقه أيضًا.

انّ عدم تحقيق أهداف الحرب المعلنة يُعده الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون في مقال له بصحيفة معاريف فضيحة استراتيجية مدوية وخالية من الإنجازات.

رامون اضاف: بعد 15 شهرًا من بدء الحرب الإسرائيلية، لا تزال حماس تسيطر على معظم المناطق والسكان والمساعدات، وتحتجز 100 أسير، وتواصل إطلاق الصواريخ، وتستنزف دماء الجنود الإسرائيليين.

 ورأى أن الإنجازات التي حققها الجيش في جبهات القتال الأخرى تسلط الضوء فقط على عمق الفشل في قطاع غزة.

وبحسب خبراء عسكريّون وسياسيون فرغم أن حماس تلقت ضربات قاسية، لكن سلطتها لا تزال تمتد على كامل القطاع، وقوتها العسكرية ما زالت فعالة، واصفين الحرب في قطاع غزة بالفشل الاستراتيجي المدوّ.

فهدف التهجير والتذكير بالأهداف الأساسية الأولى للحرب، والتي تراجع عنها الاحتلال وحلفاؤه مرة تلو الأخرى، بعدما كان الهدف تهجير سكان القطاع إلى سيناء، وتغيير خارطة الشرق الأوسط، وتصفية القضية الفلسطينية، حيث كان سيتبع ذلك تهجير سكان الضفة وحسم الصراع أكدت جميعها فشل الاحتلال فشلًا ذريعا، لذا انتقل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى أهداف أخرى، تمثلت بإنهاء حماس مدنيًا وعسكريًا.

وحين فشل في ذلك بشهادة الميدان وشهادات الجنرالات والمسؤولين الإسرائيليين، وأيضًا بشهادة الواقع الدولي الذي أصبحت فيه إسرائيل كياناً منبوذاً وملاحقاً لم يبقَ أمامها سوى التدمير والقتل والانتقام من كل شيء متحرك أو جامد في القطاع..

الكيان لم  ينجح في إنهاء حماس، لا عسكريًا ولا مدنيًا، وهم يعترفون بذلك ، لم يستعيدوا أسراهم بالقوة، ولم يُعد سكان المستوطنات لا في الشمال ولا في الجنوب ، لقد فشلوا في تحقيق الحد الأدنى من الأهداف.

ويرى الخبراء أنّ إسرائيل باتت مهمشة، وخسائرها ضخمة على مختلف الأصعدة حيث انكشف زيف ادعاءات جيش الاحتلال الذي لا يُقهر ولا يملك القدرة على الردع.

كذلك فان الأهداف الأخرى للحرب، كاستعادة المختطفين، ستشكل وصمة عار في تاريخ جيش الاحتلال، الذي يقتلهم مع استمرار القصف، فيما فشل في القضاء على حماس.

 إسرائيل خسرت الحرب الحالية منذ الساعة الأولى، وفشلت في تحقيق أي إنجاز استراتيجي بعد 15 شهرًا من الحرب، رغم الدعم العسكري غير المسبوق من أمريكا وأوروبا، والاستعانة بمرتزقة من أنحاء العالم.

استراتيجية المقاومة في المقابل، ورغم الضربات الكبيرة، بدأت المقاومة باستعادة ورش التصنيع، وتقوم بعمل تكتيكات دفاعية حديثة، وتستطيع تعويض أي خسارة في المقدرات والكوادر السياسية والعسكرية.

 فالمقاومة تخوض حربًا صعبة لم تخضها أي دولة بالمنطقة، وتواجه جيشًا بإمكانيات هائلة، لكنها استطاعت فعليا ان تكشف ضعفه وسوء إدارته

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen