استباحة متجدّدة للضفة الغربية.. البلدات تحت نار العدوّ واقتحاماته
يدفع العدو الإسرائيلي نحو مزيد من التصعيد في الضفة الغربية المحتلة، بالتوازي مع الحرب التي يشنها على قطاع غزة، في محاولة لاستعادة ردع جيشه، وتحقيق آماله المستحيلة في القضاء على المقاومة.
ضمن مشهدية تعتمد على القتل والتدمير الكبيرين، وبتصعيد بلا حدود، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ككل ليلة اقتحاماته وانتهاكاته في الضفة الغربية المحتلّة مما يدعو دائما للتساؤل، لماذا يكرر الاحتلال ممارساته الاقتحامية يوميا في الضفة الغربية؟
دوافع عدّة لاقتحامات الاحتلال العنيفة لجنين وطولكرم ومناطق أخرى، حيث يستغل الاحتلال ما يحدث في غزة، والانشغال الإقليمي والدولي بخطر اندلاع حرب مع إيران من أجل خلق واقع جديد بالضفة، يمكّنه من رسم مستقبل جديد قائم على تعزيز مشروع الاستيطان، وتفريغ مناطق من السكان الفلسطينيين، وإجبارهم على التهجير، أو حصر وجودهم في كنتونات مشتتة ومكتظة، وذلك بالترافق مع تصاعد عمليات السيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية، واعتداءات المستوطنين على سكان الضفة.
فإسرائيل تمعن بمخططها في الضفة، برغبتها بضرب البيئة الجماهيرية الحاضنة للمقاومة عبر سياسة العقاب الجماعي، وتدمير وتخريب البنية التحتية في جنين وطولكرم ومختلف مدن الضفة.
وفي متابعة لابرز اقتحامات الاحتلال لمدن وقرى الضفة الغربية المحتلّة، فقوات الاحتلال مساء امس اقتحمت المدينة القديمة في نابلس، كما اقتحمت بلدة السموع جنوب الخليل وبلدة عزون شرق قلقيلية واقتحمت مخيم العين غرب مدينة نابلس، وبلدة كفر عبوس جنوب طولكرم، وعمدت قوات الاحتلال الى مداهمة منازل الفلسطينيين خلال اقتحام بلدة عزون شرق قلقيلية، وقامت باقتحام بلدة تقوع جنوبي بيت لحم، كما اقتحمت قوات العدو الإسرائيلي بلدة "سلواد" شمال شرق رام الله، واقتحمت قوات الاحتلال محيط المستشفى الحكومي في نابلس مع دفعها بتعزيزات عسكرية بالتزامن مع انتشار قوة راجلة في محيط المستشفى الوطني بنابلس.
وإزاء ذلك، وقعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال خلال اقتحام البلدة القديمة في نابلس، ما أدى لوقوع 3 إصابات برصاص الاحتـلال مع تأكيد وجود اصابة لاحد جنود الاحتلال في محيط البلدة.
كما استهدف مقاومون قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام البلدة القديمة وسط نابلس، وأعلنت كتائب شهداء الأقصى - نابلس: استهدفها بالرصاص والعبوات الناسفة جنود العدو الصهيوني في محيط البلدة القديمة محققين إصابات مؤكدة.
تاريخ هذه الاعتداءات طويل، إذ تتجدد دورياً وترمي بثقلها على الساحة الدولية التي تسعى لما يسمى بحل الدولتين، وفي ظل الحرب والعدوان على غزة، تصاعدت الانتهاكات والاقتحامات في عموم الضفة الغربية.
اذا في ظل الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين والتنكيل بالأسرى والاقتحامات المتواصلة لمدن وقرى الضفة الغربية، فدائيو الضفة يواصلون إقلاق الاحتلال، فسياسة جز العشب مع شعب المقاومة، لم ولن تجدي نفعاً.