فيديو ليري الباج يشعل تل أبيب: تظاهرات ضخمة تطالب بصفقة تبادل فورياً
لا يهمهم ما يحدث لأسرانا، ولا يعبأون بالمعاناة التي يعيشها الأسرى في سجونهم، فإسرائيل لا ترى فيهم سوى ورقة ضغط تساوم عليها في صفقات سياسية، بينما تتجاهل أبسط حقوقهم الإنسانية. في هذا السياق، أتت صرخات الأسيرة ليري الباج لتكشف وجه الاحتلال الحقيقي، الذي لا يعترف إلا بلغة القتل والتدمير لتخرج تظاهرات تجوب شوارع تل ابيب حيث تصاعدت المطالب بإتمام صفقة التبادل، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الاسرى الصهاينة التي تخلت عنهم وقتلتهم بصواريخها.
فجر فيديو الأسيرة الاسرائيلية ليري الباج صرخة مدوية في وجه الاحتلال الإسرائيلي. وفيما تحاول حكومة العدو التعتيم على جرائمها بحق الأسرى الصهاينة من خلال تخليها عنهم وقتلهم بصواريخها، خرجت تل أبيب، عاصمة الجرائم والقتل، لتشهد على تحركات شعبية غير مسبوقة، تنديداً بممارسات الاحتلال العنصرية والممنهجة ليواجه العدو الإسرائيلي من جديد مواجهة كبرى يتنصل فيها من مسؤولياته مستمرا في جرائمه.
ففي خطوة مفاجئة تلت بث فيديو للأسيرة الإسرائيلية ليري الباج، الذي نشرته كتائب الشهيد عز الدين القسام عبر قناتها على "تلغرام"، انطلقت تظاهرات حاشدة في تل أبيب وفي مناطق أخرى من الكيان الإسرائيلي. هذه التظاهرات جاءت احتجاجاً على المماطلة التي تمارسها حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو في إتمام صفقة التبادل.
في الفيديو، ظهرت الباج (19 عاماً)، وهي تسأل حكومة الاحتلال قائلةً: "هل تريدون قتلنا؟"، متحدثةً عن الظروف التي تعيشها هي وزميلاتها الأسرى في غزة مؤكدة أن حياتها توقفت منذ أن أصبحت أسيرة، وأن الأسرى لا يحظون بأولوية في اهتمام حكومة الاحتلال. في ظل القصف المكثف الذي تعيشه غزة، وصفت الباج ما يمر به الأسرى بأنه "كابوس مرعب"، وأشارت إلى أنها تشعر بأن حياتها ليست ذات قيمة بالنسبة للاحتلال.
الأصداء التي خلفها الفيديو كانت سريعة، حيث خرج المتظاهرون في 70 موقعاً في جميع أنحاء الكيان الإسرائيلي مطالبين بصفقة تبادل فورية. في تل أبيب، تركزت الاحتجاجات حول نقاط حيوية، من بينها منزل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، حيث طالب المحتجون بأن يمارس الضغوط على الحكومة لإتمام الصفقة. وفي القدس، كان الهجوم على رئيس الحكومة نتنياهو مركزياً، حيث اتهمه المتظاهرون بمحاولة إعاقة المفاوضات من أجل الحفاظ على بقائه السياسي.
أمام هذا الوضع لا تزال عائلات الأسرى تطالب بإنهاء الحرب وإعادة أبنائهم إلى بيوتهم، محذرةً من أن استمرار الوضع الراهن يعني مزيداً من الموت والمآسي لأبنائهم في غزة. وقد وجهت هيئة عائلات الأسرى نداءً إلى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، داعية إياه للضغط على نتنياهو لإتمام صفقة التبادل.
في هذا السياق، أكد زعيم المعارضة يائير لبيد أن الأسرى الإسرائيليين في غزة "يموتون كل يوم في البرد والجوع"، داعياً إلى الإسراع في إتمام الصفقة، وجعل عودة الأسيرة ليري الباج وجميع الأسرى من غزة أولوية.
إلى جانب ذلك، كانت الدعوات تتوالى لتسريع المفاوضات، في ظل الخوف المتزايد من أن كل يوم يمضي يزيد من تهديد حياة الأسرى المتبقيين في غزة.
تظاهرات في 70 موقعاً للكيان الصهيوني لم تكن إلا انعكاساً للواقع الذي يتجاهل فيه الاحتلال حتى أمن مواطنيه في سبيل الحفاظ على سطوته. هذه التحركات لا تسعى سوى لتحقيق مصالح ضيقة لمصلحة الكيان الصهيوني، في حين أن المقاومة الفلسطينية في غزة ما تزال تتصاعد، وتنقل للعدو دروساً في الصمود والبطولة. بينما تتدافع هذه الأصوات الداخلية لمطالبة حكومتهم بالتفاوض، يظل الفلسطيني يقاوم بلا توقف، متمسكاً بحقوقه، مهما كانت قسوة الظروف.