05 كانون الثاني , 2025

اليمن يفرض معركة طويلة الأمد على الاحتلال الإسرائيلي: تصعيد لا ينتهي

فيما كان العدو الصهيوني يظن أن بإمكانه التعامل مع اليمن كتهديد عابر، جاءت التطورات لتثبت عكس ذلك الأوساط الإسرائيلية نفسها تعترف اليوم بأن المواجهة مع اليمن ستطول، وأنها ستتطلب موارد ضخمة وخططًا طويلة الأمد لمواجهتها. ليؤكد اليمن انه ليس مجرد تهديد عسكري، بل أصبح تحديًا استراتيجيًا يفرض واقعًا جديدًا على الأرض، في معركة لن تنتهي قريبًا.

في قلب المعركة التي دخل فيها اليمن كلاعب قوي يعترف الاحتلال الإسرائيلي بما كان يرفض تصديقه في البداية: المواجهة مع اليمن ستطول، ولن يكون بمقدوره الاستمرار في هذا الصراع دون تكاليف باهظة. الأوساط الإسرائيلية نفسها، التي راهنت على دعم أمريكا وحلفائها، بدأت تدرك أن الجبهة اليمنية لم تعد مجرد تهديد عابر، بل تحول إلى تحدٍ استراتيجي طويل الأمد، يتطلب استراتيجيات بعيدة المدى ومقدرات ضخمة لمواجهته. وفقًا لتقاريرهم، فإن الهجمات الصاروخية اليمنية، التي تستهدف المستوطنات وتترك سكانها في حالة من الهلع، كشفت عن عجز دفاعاتهم الجوية المتطورة أمام هذه الهجمات المتزايدة حيث أضحت الجبهة اليمنية واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الكيان الصهيوني. ومع استمرار التصعيد العسكري من قبل اليمن، تتوالى الصواريخ اليمنية لتضرب المستوطنات الصهيونية وتبعث برسائل صمود عبر السماء والأنفاق، متجاوزة أحدث منظومات الدفاع الجوية.

الأوساط الإسرائيلية، التي كانت تراهن على الدعم الأمريكي والغربي في مواجهة اليمن، بدأت تدرك حقيقة مريرة؛ فاليمن اليوم أصبح قوة لا يُستهان بها. التهديدات المتصاعدة التي تستهدف المستوطنات الصهيونية دفعت بالكثير من الإسرائيليين إلى الهروب للملاجئ في ساعات متأخرة من الليل، مما يُظهر أن هذه المواجهة لن تكون مؤقتة أو بسيطة.

ووفقًا لتقارير إعلامية دولية، ومنها تقرير وكالة "أسوشيتد برس"، فإن الهجمات اليمنية على "إسرائيل" قد تجاوزت كونها مجرد تهديد أمني إلى أبعاد اقتصادية واجتماعية. إذ تسهم هذه الهجمات في تدهور القطاع السياحي الإسرائيلي، وتعوق حركة الطيران الأجنبية، مما يفاقم من عزلة الاحتلال.

من جانبه، أكّد المسؤولون العسكريون اليمنيون جاهزية القوات المسلحة وقوات التعبئة في المنطقة العسكرية الخامسة لمواجهة أي تصعيد. القيادة اليمنية، ممثلة باللواء يوسف المداني، شددت على أهمية تعزيز الجهود الشعبية والدفاعية في إطار التصدي لآلات الحرب الصهيونية.

اليمن، الذي ظل يقاوم عدوانًا متعدد الجبهات، يثبت مرة أخرى أن عقيدته الوطنية لا تتراجع أمام الضغوط، بل تتعزز بصمود الشعب وتضحياته. هذا الموقف الصلب بات يمثل إحدى العقبات الكبرى أمام تحالفات "إسرائيل" الإقليمية والدولية.

وبينما كان الاحتلال يراهن على الحلول السريعة والتدخلات الدولية، فشلت جميع رهاناته. تصريحات الخبراء الصهاينة كانت واضحة: "لا يمكن الاعتماد على أمريكا أو أي تحالف إقليمي"، فاليمن أثبت عزيمته التي لا تلين، وأصبح يفرض واقعًا جديدًا على الأرض. ومع استمرار الصواريخ اليمنية في ضرب قلب "إسرائيل"، يتأكد أن الجبهة اليمنية أصبحت واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الاحتلال في معركة قد لا تنتهي قريبًا.

لتظهر الصورة واضحة: اليمن على موعد مع تاريخ جديد، تاريخ يسطّره الشرفاء، تاريخ يبقى فيه الشعب اليمني شامخًا في وجه الاحتلال، مدافعًا عن فلسطين وكل قضايانا العادلة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen