المقاومة الفلسطينية تحطم أسطورة الميركافا وتغير قواعد المواجهة في غزة
في ميدان الصمود الذي لا يعترف إلا بالتحدي، تثبت المقاومة الفلسطينية قدرتها على كسر هيبة الاحتلال الإسرائيلي. ففي شمال قطاع غزة، تحطمت أسطورة دبابات "ميركافا" تحت عبوات كتائب القسام، بينما واجهت مروحية "أباتشي" بصاروخ أرض-جو في تطور نوعي يغير قواعد الاشتباك. إنها رسالة واضحة بأن معادلة الردع باتت تُكتب بيد المقاومين، رغم الحصار والعدوان.
في ساحة المواجهة تثبت المقاومة الفلسطينية يومًا بعد يوم قدرتها على قلب الموازين وتفكيك أسطورة التفوق العسكري الإسرائيلي. ففي شمال قطاع غزة، حيث تشتد الضغوط ويتزايد العدوان، تتقدم كتائب القسام ومعها الفصائل المقاومة بخطى واثقة، محطمة دبابات "ميركافا" التي طالما مثلت رمز القوة الإسرائيلية، ورافضة الهيمنة الجوية عبر استهداف مروحية أباتشي بصاروخ أرض-جو. إنها لحظة فارقة في تاريخ النضال، حيث تتحول الملاحم البطولية إلى أمل جديد يعيد صياغة معادلة القوة والردع في وجه الاحتلال.
في سياق المعركة المستمرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس خلال الاربعة وعشرين ساعه الماضية، من استهداف أربع دبابات "ميركافا" إسرائيلية باستخدام عبوات شديدة الانفجار في محور التقدم شرق جباليا البلد شمالي قطاع غزة. جاء هذا الهجوم القوي في إطار الرد على التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد المدنيين والمقاومين في القطاع.
وأعلنت كتائب القسام أيضًا أنها استهدفت دبابة "ميركافا" أخرى في منطقة شرق شارع الصفطاوي غرب معسكر جباليا شمال القطاع باستخدام عبوة "شواظ" متطورة، مما يعكس تطورًا ملحوظًا في أساليب المقاومة الفلسطينية وتكتيكاتها القتالية.
أما في سماء غزة، فقد نجحت كتائب القسام، بالاشتراك مع مجاهدي ألوية الناصر، في إطلاق صاروخ "سام" نحو طائرة مروحية إسرائيلية من طراز "أباتشي"، شرقي مخيم البريج في وسط القطاع، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعطيل قدرة الاحتلال على تنفيذ الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في القطاع.
في سياق هذه العمليات، تبنت أيضًا قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مسؤولية قصف تجمعات الجنود الإسرائيليين في موقع الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا، ما يؤكد تنسيق العمليات بين الفصائل الفلسطينية لتعزيز المقاومة في وجه العدوان المستمر.
تعد هذه العمليات واحدة من أبرز النجاحات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة، وتؤكد على التطور المستمر في تقنيات القتال والقدرة على استهداف دبابات وطائرات إسرائيلية رغم الحصار المفروض على القطاع. تأتي هذه الهجمات في وقت حساس، حيث تواجه إسرائيل انتقادات شديدة من شخصيات سياسية وأمنية داخلها بسبب فشل خططها الاستراتيجية في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
وزير إسرائيلي سابق، حاييم رامون، وصف الحرب في غزة بأنها "فشل استراتيجي مدوٍ"، مشيرًا إلى أن هذا الفشل هو نتيجة لخطة خاطئة وعدم القدرة على استخلاص الدروس من الوقائع الميدانية. في حين أشار المراسل الإسرائيلي ألون بن ديفيد إلى أن استمرار القتال في غزة يوقع إسرائيل في "مستنقع" دموي لا نهاية له، مما يعزز فكرة أن هذه الحرب لم تحقق أهدافها العسكرية.
كما أن عمليات المقاومة هذه تأتي في وقت حساس من مفاوضات مستمرة حول وقف إطلاق النار، حيث أكدت حركة حماس على أنها ستواصل الضغط لإيجاد شروط عادلة للهدنة، مشددة على ضرورة انسحاب الاحتلال ووقف العدوان تمامًا.
العمليات الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام وباقي الفصائل الفلسطينية تمثل تطورًا نوعيًا في مجابهة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تبرز فيها قدرات متقدمة على استهداف المعدات العسكرية الإسرائيلية. هذه العمليات ليست مجرد رد فعل، بل تمثل استراتيجية عسكرية متطورة تسعى للمساواة في القوة العسكرية مع العدو الإسرائيلي. في ظل هذا التصعيد، سيكون للمفاوضات المقبلة دور محوري في تحديد مصير المعركة، إذ تتطلب الحاجة لوقف إطلاق النار انسحابًا إسرائيليًا حقيقيًا ورفع الحصار عن غزة، وهو ما قد يشكل نقطة تحول فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية.