03 كانون الثاني , 2025

اليمنيون في ميدان السبعين: عهد الإيمان ونصرة غزة يتجدد

في مشهدٍ يختزل قوة الإيمان وثبات المواقف، تجسد ميدان السبعين في صنعاء يوم الجمعة الأول من شهر رجب لوحة فريدة من نوعها، حيث تدفق ملايين اليمنيين في مسيرةٍ حاشدة تحت شعار "ثابتون مع غزة.. بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية". هذه المليونية لم تكن مجرد مظاهرة تضامن، بل هي إعلانٌ حيٌّ عن مواقف ثابتة، عن شعبٍ لم يعرف التراجع في مواجهة الطغيان، ليؤكد من جديد أن التزامه بالقضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب غزة، هو نهج إيماني ثابت لا يُمكن أن يتأثر مهما كانت التحديات.

وسط بحر بشري هادر، وفي أجواء امتزجت بالإيمان والتحدي، احتشد اليمنيون يوم الجمعة الأول من شهر رجب في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، تحت شعار "ثابتون مع غزة.. بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية". المشهد لم يكن مجرد تظاهرة عابرة، بل لوحة فريدة جسّدت عمق الإيمان، قوة العزيمة، ووضوح البوصلة في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي وكل من يدور في فلكهم من الكفار والمنافقين.

الاحتفال بجمعة رجب لم يكن مجرد استذكار لدخول اليمنيين الإسلام أو إعلان انتمائهم إلى مسيرة الأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل محطة لتجديد العهد مع الله وتجسيد الولاء المطلق له سبحانه وتعالى. وفي هذا السياق، أكدت بيانات المسيرات المليونية أن الشعب اليمني لا يزال يسير على خطى الأجداد الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لله فكان ثمنهم الجنة.

خرج اليمنيون بعشرات الآلاف ليؤكدوا أن راية الحق لن تُترك، وأن المواقف الإيمانية ثابتة لا يزعزعها عدوان أو حصار. جاء بيان المسيرات ليجدد العهد بأن الشعب اليمني سيواصل السير في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دفاعًا عن الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، متسلحًا بالإيمان والثبات مهما بلغت التحديات.

رسالة المليونية حملت تحديًا واضحًا لأئمة الكفر: أمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم. البيان أعلن عن جاهزية اليمنيين العالية واستمرارهم في عملياتهم العسكرية، تعبئتهم العامة، وتكثيف المسيرات المليونية والفعاليات والأنشطة. كما شدد على أهمية الإنفاق في سبيل الله والمقاطعة الاقتصادية للأعداء، لتكون المعركة شاملة: عسكرية، اقتصادية، وإعلامية.

بيان المسيرة لم يقتصر على الداخل اليمني، بل حمل دعوة مفتوحة لشعوب الأمة الإسلامية للانضمام إلى هذا الموقف الحق. أكد البيان أن التوكل على الله والاعتماد عليه هو السبيل للفلاح في الدنيا والآخرة، مشددًا على أن الطريق إلى الحرية والكرامة يمر عبر رفض الهيمنة الأمريكية والصهيونية.

احتشاد اليمنيين تحت شعار نصرة غزة لم يكن مجرد تضامن مع الفلسطينيين، بل رسالة إلى العالم بأن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة الإسلامية. تحدى اليمنيون طاغوت العصر وأعلنوا أن نصرة غزة ليست خيارًا بل واجبًا إيمانيًا وموقفًا قرآنيًا لا يمكن التراجع عنه.

المشهد في ميدان السبعين كان إعلانًا جديدًا بأن الشعب اليمني، برغم العدوان والحصار، هو الرقم الأصعب في معادلة المقاومة. إن مليونية "ثابتون مع غزة" ليست مجرد حدث، بل موقف إيماني ممتد، ومشروع مقاومة متجدد يقض مضاجع قوى الطغيان، ويؤكد أن اليمنيين سيظلون ثابتين على درب العزة والكرامة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen