03 كانون الثاني , 2025

حسام أبو صفية.. طبيب قاوم الإبادة بعلاج الغزّيين رغم الاعتقال والإصابة

وحيدا مثل غزة.. يواجه الدكتور حسام أبو صفية بثوبه الأبيض آلة القتل الإسرائيلية، الرجل الذي أدار معركة إعلامية وإنسانية ضد العدو الإسرائيلي باقتدار وكفاءة عالية، ولفترة طويلة من الزمن، اعتقله الاحتلال ويمارس بحقه وحشية كبيرة دون الانصات للأصوات المطالبة بالإفراج عنه، بل يمعن في اجرامه وغلّه المعتاد.

هذا المشهد هو في 27 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان المحاصر واعتقلت د.حسام أبو صفية.

هذه الصورة هي قبل اعتقاله، تظهره وهو يمشي وسط ركام المستشفى الذي أحرقه الجيش الإسرائيلي وفي وجهه دبابات الاحتلال.

في قلب قطاع غزة، حيث تصبح الحياة اليومية مقاومة مستمرة، برز اسم الدكتور حسام أبو صفية كرمز للصمود الإنساني والطبي. الطبيب الفلسطيني الذي تحدّى الظروف القاسية، تجاوز الألم الشخصي والجراح، ليصبح صوتًا للأمل والمقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني.

واليوم وبعد اعتقاله يشهد الدكتور أبو صفية المعاملة الوحشية ير مسبوقة، فقد اتهم المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية، الدكتور منير البرش، الاحتلال باستخدام أساليب الخداع لإجبار الطاقم الطبي على مغادرة المستشفى، قبل أن يعتقلهم ويعتدي عليهم بالضرب المبرح. وأفاد معتقلون مفرج عنهم بأن الدكتور حسام تعرض للإهانة وسوء المعاملة، بما في ذلك إجباره على خلع ملابسه أثناء تفتيش مهين.

بدوره نادي الأسير الفلسطيني قال إن المخاطر على مصير مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، تتضاعف مع مرور الوقت، وذلك بعد نفى الجيش الإسرائيلي وجود سجل يثبت عملية اعتقاله.

وأوضح أن حالة الطبيب أبو صفية هي واحدة من آلاف معتقلي غزة الذين يواجهون جريمة الإخفاء القسري.

على الرغم من وجود أدلة واضحة على اعتقال أبو صفية في تاريخ 27 ديسمبر 2024، إلا أن الاحتلال يتنكر لما صرح به سابقا، كما يتنكر لوجود أدلة كالفيديوهات والصور التي نشرها، هذا عدا عن إفادات بعض المعتقلين الذين أفرج عنهم.

وتابع نادي الأسير أن منظمة أطباء لحقوق الإنسان كانت قد تقدمت نيابة عن عائلة الدكتور بطلب في الثاني من يناير لتسهيل زيارة محام له، إلا أن جيش الاحتلال رد بعدم وجود سجل يثبت عملية اعتقاله، وفي ضوء الرد تقدمت منظمة أطباء التماسا عاجلا للكشف عن مصيره.

ولفت إلى أن الدكتور أبو صفية واحد من بين ما لا يقل عن 320 كادرا طبيا تعرضوا للاعتقال منذ بدء حرب الإبادة، حيث شكلت عمليات اعتقال الأطباء، وتدمير المستشفيات وجها من أوجه حرب الإبادة، وكان من بين الشهداء المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة ثلاثة أطباء من غزة وهم إياد الرنتيسي، وعدنان البرش، وزياد الدلو.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال أيضا ان حياة الطبيب حسام أبو صفية في خطر بسبب التعذيب ومطلوب تدخل دولي فوري للإفراج عنه.

محملين حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة أبو صفية مع تكشّف معلومات جديدة مقلقة حول جرائم التعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري التي يتعرض لها منذ اعتقاله.

وأفاد المرصد عن تلقيه معلومات عن تدهور الحالة الصحية للطبيب جراء تعرّضه للتعذيب عند اعتقاله تعسفا وخلال احتجازه في معسكر سدي تيمان جنوبي إسرائيل.

محذرين من التداعيات الخطرة لإنكار الاحتلال اعتقال الطبيب أبو صفية، معتبرين ذلك مؤشرًا مقلقًا على مصيره وظروف اعتقاله.

حسام أبو صفية ليس مجرد طبيب، هو قصة مقاومة تتجلى في وجه الاحتلال الإسرائيلي، جسّد بصموده وإصراره معنى الالتزام بالإنسانية تحت أقسى الظروف، وأصبح رمزًا للمقاومة الطبية التي ترفض الانحناء أمام جبروت القمع والعدوان.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen