02 كانون الثاني , 2025

عملية دهس واشتباكات عنيفة في الضفة... والمقاومة الفلسطينية تتصدى للاحتلال في نابلس

في قلب الضفة الغربية، تتواصل ملحمة المقاومة الفلسطينية حيث يكتب الأبطال فصولًا جديدة من الصمود في وجه الاحتلال، من رام الله إلى نابلس وطوباس، يثبت المقاومون كل يوم أن إرادتهم أقوى من جحيم الاحتلال، ولا مكان للذل في قاموسهم، عبر عمليات متواصلة من الاشتباك والدهس والتصدي لجنود الاحتلال، يظهر الشعب الفلسطيني عزمًا لا يلين مؤكدين أن الطريق نحو التحرير لا يعرف الاستسلام.

بينما يضج قلب الضفة الغربية بصوت المواجهة، يواصل الفلسطينيون تحدي الاحتلال بأرواحهم وقلوبهم، متمسكين بأرضهم رغم كل ما يحيط بهم من عنف وتدمير. من بين الأزقة والشوارع، تبرز صورة المقاومة الحية التي لا تعرف الاستسلام، وتتوحد في كل عملية مقاومة رسالة واحدة: أن فلسطين لن تكون إلا حرة، وأن طريق التحرير لا يقف عند أي حاجز أو رصاصة. في كل اشتباك، وفي كل خطوة، تتجلى عزيمة لا تنكسر، تكشف عن شعب ينبض بالإرادة رغم قسوة الحصار وألم الجراح.

حيث شهدت الضفة الغربية خلال الاربعة وعشرين ساعة الماضية تصعيدًا جديدًا في المواجهات بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس استمرار المقاومة رغم الضغوط العسكرية المستمرة.

تصعيد نوعي تجلى في عملية دهس استهدفت مجندة إسرائيلية عند حاجز "حشمونائيم" بالقرب من رام الله. العملية التي نفذها مقاوم فلسطيني، أسفرت عن إصابة المجندة، لتطلق قوات الاحتلال النار على سائق المركبة الذي نفذ العملية مما أدى إلى إصابته. هذه العملية ليست مجرد رد على الاحتلال، بل هي تذكير بالقدرة الفلسطينية على المقاومة، حتى في ظل الظروف القاسية.

على الرغم من التصعيد العسكري الإسرائيلي، استمر المقاومون الفلسطينيون في الصمود في وجه الاحتلال. في نابلس، البلدة التي كانت هدفًا مستمرًا لعمليات الاحتلال، اندلعت مواجهات عنيفة بعد اقتحام قوات الاحتلال للبلدة القديمة. اشتباكات لم تقتصر على إطلاق النار، بل شملت أيضًا تكتيكًا متقدمًا من المقاومين الذين استهدفوا نقاط القوة لدى الاحتلال، وهو ما أسفر عن إصابة ثلاثة فلسطينيين تم نقلهم إلى مستشفى رفيديا في نابلس. هذا التطور يكشف عن تصاعد تنسيق الفصائل الفلسطينية، خاصة كتيبة نابلس، في التصدي للاحتلال بالوسائل المختلفة، بما في ذلك الاشتباكات المباشرة.

في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال. على الرغم من قوة الهجوم العسكري الإسرائيلي، حيث اقتحمت قوات الاحتلال البلدة ومحيط مخيم الفارعة، إلا أن المقاومة الفلسطينية ردت بقوة، مما أسفر عن إصابات مؤكدة في صفوف الجيش الإسرائيلي. هذه العمليات لم تكن عشوائية، بل نُفذت بتنسيق محكم بين الفصائل المقاومة، مما يدل على تعمق استراتيجيات المقاومة وتطوير الأساليب القتالية التي تتناسب مع طبيعة المواجهات في المناطق المفتوحة.

واستمرارًا في مسلسل المواجهات، شهد مخيم بلاطة شرق نابلس اقتحامًا عنيفًا من قبل قوات الاحتلال، مدعومة بآليات عسكرية وجرافة. لكن المقاومة في المخيم لم تكتفِ بالصمود بل خاضت اشتباكات ضارية استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة، مما أسفر عن تدمير جزء من الآليات العسكرية الإسرائيلية وإلحاق إصابات مؤكدة في صفوف قوات الاحتلال. التصدي في مخيم بلاطة يوضح بجلاء أن الفلسطينيين، حتى في أصعب الظروف، قادرون على استخدام تكتيكات فعالة لمواجهة التهديدات المستمرة.

تُظهر هذه الأحداث المستمرة أن تصاعد العمليات المقاومة في الضفة الغربية يأتي في سياق تكتيكي أوسع، حيث يسعى المقاومون إلى تقوية جبهاتهم الداخلية في مواجهة الاحتلال. العمليات التي تتم بطرق متنوعة، من الدهس إلى الاشتباكات المباشرة باستخدام الأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة، تعكس تطورًا ملحوظًا في أساليب المقاومة الفلسطينية. هذه العمليات تأتي في وقت حساس، حيث تحاول قوات الاحتلال تقويض القدرة الفلسطينية على المقاومة من خلال تكثيف عمليات الاقتحام والاعتقال، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية.

المقاومة الفلسطينية باتت أكثر تنظيمًا وتنسيقًا، حيث تتزايد العمليات الميدانية التي تدل على تحسن التكتيك العسكري، واستخدام الأسلحة المتنوعة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. في الوقت نفسه، تُظهر هذه المواجهات الحافة النفسية والعاطفية الكبيرة لدى الفلسطينيين، الذين لا يزالون يواصلون مقاومة الاحتلال بالرغم من الممارسات الوحشية التي ترتكب بحقهم.

تظل الضفة الغربية شاهدًا حيًا على إرادة شعب لا يعرف الاستسلام. فكل يوم يمر، تزداد المقاومة قوة وثباتًا، وتبقى الأرض الفلسطينية حاضنة لتضحيات لا تنتهي، تكتب صفحات جديدة من الصمود في وجه آلة الاحتلال. إن الشعب الفلسطيني، بعزيمته الصلبة، يثبت للعالم أن الأمل في الحرية لن يموت، وأن حقه في الأرض والكرامة سيظل يتجدد مع كل لحظة من المقاومة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen