العراق 2024: ثبات الموقف ودعم لا محدود لغزة ولبنان في مواجهة التحديات
في عام 2024، برز العراق كصوتٍ ثابتٍ في بحرٍ من التحديات الإقليمية، مؤكداً عزمه على دعم قضايا الأمة الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، في وقت اختارت فيه العديد من الدول العربية الصمت أو المواقف المتخاذلة أمام الجرائم الصهيونية المتواصلة في غزة ولبنان، وقف العراق شامخاً، مدافعاً عن الحق والكرامة. من خلال دعم المقاومة في لبنان، ورفضه لأي شكل من أشكال التطبيع، أظهر العراق أن ثبات المواقف لا يقتصر على الكلمات، بل يُترجم إلى خطوات عملية تعزز من مكانته كحاضن للكرامة ودرعٍ للمقاومة في المنطقة.
حمل عام 2024 العديد من التحديات للعراق، حيث شهدت المنطقة تطورات متسارعة وسط تخاذل الكثير من الدول العربية تجاه الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان. في المقابل، أعلن العراق موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مؤكداً تضامنه مع المقاومة الإسلامية في لبنان.
الحكومة العراقية، الشعب، والقوى السياسية أدانت بشدة الأعمال الإجرامية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني، لا سيما اغتيال رمز المقاومة السيد حسن نصر الله. هذا الحدث الجلل ترك أثراً عميقاً في العراق، حيث أعلنت الحكومة الحداد ثلاثة أيام، وعقد البرلمان جلسة للتنديد بالجريمة. كما شهدت الشوارع والساحات في مختلف المحافظات تجمعات شعبية كبيرة تعبيراً عن التضامن.
الدعم العراقي لم يقتصر على الإدانة، بل تزامن مع إرسال قوافل من المساعدات الغذائية والطبية من قبل الحكومة والعتبات المقدسة للتخفيف من معاناة العائلات اللبنانية والفلسطينية في ظل الحرب المشتعلة. كما احتضن العراق آلاف اللبنانيين الذين تضررت منازلهم بفعل العدوان
على الصعيد العسكري، ظهر العراق كطرف فاعل في محور المقاومة، حيث نفذت فصائل المقاومة العراقية ضربات نوعية استهدفت مواقع صهيونية بالطائرات المسيرة، كرد عملي على العدوان المستمر. كما جاء استهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية بصواريخ الحشد الشعبي كرد على اعتداء أميركي أدى إلى استشهاد 16 عنصراً من مقاتلي الحشد، مما يعكس التصعيد المباشر ضد أي انتهاك للسيادة العراقية.
رغم هذه التحديات، واصل الحشد الشعبي جهوده كظهير داعم للقوات الأمنية في مواجهة الإرهاب، منفذاً ضربات استباقية استهدفت خلايا داعش النائمة في المحافظات المحررة.
وفي ظل التطورات في سوريا، عزز الحشد الشعبي وجوده قرب الشريط الحدودي، مع تأكيد السلطات الأمنية على أن الحدود العراقية مؤمنة بالكامل، وذلك بفضل تنامي قدرات الجيش والحشد.
الرسالة التي يوجهها العراق من خلال مواقفه واضحة وصريحة. فهي دعوة ضمنية للدول العربية للوقوف بحزم أمام الهيمنة الصهيونية، ورفض الخضوع للإملاءات الأمريكية. في الوقت نفسه، يؤكد العراق على التزامه التاريخي بالقضية الفلسطينية ودعمه للمقاومة في لبنان، رافضاً أن يكون شاهداً صامتاً على الجرائم التي تهز وجدان الأمة.
في خضم كل هذه التحديات، يثبت العراق أن الثبات على الموقف، مهما كانت الظروف، هو السبيل الوحيد لتعزيز الكرامة الوطنية والإقليمية، وتجديد التزامه بقضايا الأمة الكبرى.