السيول تغرق خيام النازحين في غزة.. المعاناة تتفاقم والعدو يوغل باجرامه
يقضى المئات من النازحين ساعات الليل في معاناة متجددة وواقع مأساوي، حيث البرد والمطر الذي أنهك أجسادهم، ومياه الأمطار التي تسربت لخيامهم.
هربوا من الصواريخ فلاحقتهم الأمطار، فعن أي نجاة يتحدث الغزي في حرب ضروس، وشتاء لم يعد ضيفا يحل بخفة الظل..
ومن شمال القطاع إلى وسطه وجنوبه ،والحال في النزوح بالخيام والمعاناة في الأمطار تتشابه، وبحسب ما روى أحد المواطنين بأنه أقل من 5 دقائق أمطار والخيام غرقت، والفراش غرق والأطفال بدون غطاء.. فكل النازحين نفس المعاناة.
فلم تسلم مخيمات النزوح المهترئة والتي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة ولا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية في قطاع غزة من تأثير فصل الشتاء، إذ تعرّضت مئات الخيام لأضرارٍ جسيمة وغرقت في مياه الأمطار في مناطق متفرقة من القطاع.
وأمضى النازحون خاصةً في مناطق دير البلح ومواصي خان يونس جنوب القطاع ليلة قاسية داخل خيامهم التي ابتلعتها مياه الأمطار وعصفت بها الرياح.
وكانت مصادر طبية قد كشفت لوكالة وفا أمس عن وفاة رضيع في قطاع غزة بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة، وهو الخامس الذي استشهد جراء البرد وانعدام وسائل التدفئة خلال أقل من أسبوع، وسط تحذير مسؤولة الاتصالات الرئيسية في منظمة اليونيسف في غزة روزاليا بولين من صعوبة الوضع في قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء، مشيرةً إلى أن الأطفال يشعرون بالبرد والرطوبة، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف.
وفي السياق، طالب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بوقف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة بعد أن قصفت إسرائيل أحد المستشفيات ودهمت مستشفى آخر خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال عبر منصة أكس: لقد أصبحت المستشفيات في غزة مرّة أخرى ساحات للمعركة، والمنظومة الصحية تحت تهديد خطير.
بدورها حركة حماس دعت الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية لضرورة العمل على إدخال المستلزمات الإغاثية والخيام لحماية مئات الآلاف من المدنيين النازحين من البرد ومن الآثار الكارثية للعدوان الصهيوني المتواصل، ذلك على إثر ازدياد حالات الوفاة في قطاع غزة بسبب موجة البرد القارس والمنخفض الجوي، واستشهاد سبعة أشخاص بينهم ستة من الأطفال الرضع في خيام النزوح، جراء البرد الشديد وعدم توفّر وسائل التدفئة.
وقالت في بيان: إن الواجب الإنساني والقانوني للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة يقتضي التحرك العاجل لإغاثة شعبنا في قطاع غزة الذي يتعرّض لجريمة إبادة وتطهير عرقي صهيوني مستمرة منذ نحو خمسة عشر شهراً، والعمل لتوفير الاحتياجات الأساسية من مأوى وغذاء وماء ودواء ووسائل تدفئة، وإلزام الاحتلال الفاشي بوقف عدوانه، ورفع حصاره عن أكثر من مليونَي إنسان يواجهون التطهير العرقي وظروفاً معيشية لا إنسانية يفرضها الاحتلال المجرم.
اذا هذا الواقع في غزة بعد دخول فصل الشتاء، في كل مكان ينتشر الرجال منهمكين في وضع خطط لتفادي مشكلة الأمطار، فمنهم من تمكن من العثور على أكياس من النايلون البلاستيكي لتثبيته مكان الثقوب، لتغطية سقف الخيام التي على أمل الا تكون مأوى لهم لفترة طويلة.