المقاومة الفلسطينية تواصل عملياتها النوعية في معركة طوفان الأقصى
تواصل المقاومة الفلسطينية تصعيد عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، محققة انتصارات جديدة رغم الحصار والقصف. هذه العمليات تكشف عن تطور استراتيجي في قدرات المقاومة، التي تواصل تحدي آلة الحرب الإسرائيلية وتوجيه ضربات مؤلمة في عمق الاحتلال، لتثبت مجدداً أن غزة لا تزال قلباً نابضاً للصمود والمقاومة.
بين أزقة قطاع غزة المحاصر، يتسارع نبض المقاومة الفلسطينية، مصممة على كسر هيبة الاحتلال الإسرائيلي. في اليوم الـ449 لمعركة "طوفان الأقصى"، تتواصل العمليات النوعية التي تكشف عن تطور استراتيجي في أساليب المقاومة، بين الاقتحامات العسكرية، واستهداف الحشود بالصواريخ، والقنص المتقن، مما يعكس استعداداً متقدماً ومثابرة غير مسبوقة.
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اقتحام نقطة عسكرية إسرائيلية في منطقة أبو صفية شرق معسكر جباليا شمال قطاع غزة. العملية، التي تضمنت اشتباكات مباشرة بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال.
وفي عملية أخرى، تمكن أحد قناصي كتائب القسام من استهداف جندي إسرائيلي قرب منطقة "استوديو سلطان" شرقي جباليا، مما يعكس دقة التحضير والتمركز الميداني للمقاومة.
في جنوبي القطاع، وجهت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، ضربة نوعية أخرى باستخدام قذائف الهاون، مستهدفة تجمعات الاحتلال وآلياته في محيط مسجد العطار غرب مدينة رفح.---
ما يميز هذه العمليات ليس فقط جرأتها، بل تنوعها واستراتيجيتها المتصاعدة. ففي الجمعة الماضية، نفذت كتائب القسام عملية مركبة عبر تفجير أحد مقاتليها لحزام ناسف داخل مجموعة من جنود الاحتلال، ما أدى إلى مقتل وإصابة خمسة منهم.
وعلى غرار العمليات البرية، أثبتت المقاومة براعتها الجوية عندما سيطرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، على طائرة استطلاعية إسرائيلية خلال تنفيذها مهمات استخبارية جنوب غرب مدينة رفح.
وفي تطور لافت، رصدت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه القدس المحتلة، في رسالة واضحة أن غزة، رغم الحصار والحرب المستمرة منذ 449 يوماً، لا تزال تحتفظ بقدراتها الصاروخية التي تشكل تهديداً للمراكز الحيوية الإسرائيلية.
إسرائيلياً، يواجه الاحتلال صدمة مستمرة نتيجة فشل استخباراته في توقع عمليات المقاومة أو احتوائها. تصريحات الإعلام الإسرائيلي أشارت إلى أن المقاومة لا تزال قادرة على ضرب عمق الاحتلال بعد مرور أكثر من عام على الحرب، مما يعكس فشل سياسة الإبادة التي اتبعها الاحتلال ضد غزة.
وبينما تواصل المقاومة استنزاف قوات الاحتلال، يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة من القلق والغضب، خاصة مع تصاعد المظاهرات المطالبة بالكشف عن مصير الجنود الأسرى في قطاع غزة، وسط طقس قارس يزيد من معاناتهم.
اداء يؤكد ستراتيجية التنوع الميداني حيث تنفذ المقاومة عمليات برية، قنص، وتفجير، إلى جانب الضربات الصاروخية، مما يعكس تنسيقاً عالياً بين الفصائل.
إدارة المواجهة طويلة الأمد حيث ان العمليات النوعية تشير إلى أن المقاومة تهدف إلى استنزاف الاحتلال على المدى الطويل، مستغلة الضغط النفسي والاقتصادي على الداخل الإسرائيلي.
رسائل سياسية وعسكرية: إطلاق الصواريخ نحو القدس يعكس تصعيداً مدروساً، في محاولة لتغيير قواعد الاشتباك وفرض معادلة جديدة تضع القدس ضمن دائرة الاستهداف.
تطور الأداء الاستخباري: السيطرة على الطائرات الاستطلاعية تكشف عن تطور تقني للمقاومة، مما يعزز قدرتها على التصدي للتجسس الإسرائيلي واستخدام المعلومات لصالحها.
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تثبت المقاومة الفلسطينية أن الزمن ليس في صالح الاحتلال. عملياتها المتنوعة تفرض واقعاً جديداً وتعيد صياغة معادلات الصراع. وبينما يحاول الاحتلال البحث عن حلول، يظل صمود غزة وابتكار المقاومة في الميدان علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني.