29 كانون الاول , 2024

جبهةُ اليمن.. التحدّي العسكري الأكبر للكيان

تشهدُ الجبهة الإسرائيليّة الداخليّة حالة من القلق المُتزايد إزاء التطوّرات العسكريّة في اليمن، حيث تواجه المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تحدّيات كبيرة في مُواجهة القدرات اليمنيّة المُتصاعدة.

نجح اليمن في استدراج كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى مواجهة مُعقدة وحرب استنزاف يصعب الانسحاب منها ، فالتّهديد اليمني المتصاعد بات مُعضلة تلازم المستوى العسكري الامني والسياسي الإسرائيلي حيث بات النقاش داخل إسرائيل أكثر تعقيداً حول الخيارات المطروحة لردع اليمنيين، انطلاقاً من واقع مفروض، يلخصه مراسل تايمز أوف إسرائيل لازار بيرمان بقوله: "اذا فشل السعوديون والإماراتيون خلال 9 سنوات، ومؤخراً الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقف هجمات الحوثيين، فلماذا تتوقع إسرائيل نتائج أفضل؟".

هذه الصورة التي تزداد تعقيداً، يشرحها الاعلام الاسرائيلي، مشاركاً نتنياهو "بقلقه" وحيرته فلا معلومات استخباراتية دقيقة ومفيدة للقيام بإجراء عسكري أو أمني ضد أحد القيادات العسكرية او الأمنية اليمنية، او مصانع الأسلحة وأماكن تخزينها، ولا خطة واضحة لفرض أسس الردع...

 وفي حديث الخبراء العسكريين الصهاينة في عدد من القنوات والصحف العبرية، ما يؤكد حقيقة عدم قدرة تل أبيب على الحسم في اليمن، وأن عمليات القصف اليومية تذكّر بأن القضية كلها بعيدة عن أن تنتهي.

أضف اليه ما أقره الأمريكي من صعوبة التأثير على اليمنيين وفشل قوى الغرب في الحد من قدراتهم ، وهو حقيقة يصدقها الإسرائيلي، ويتعاطى معها، مع الاعتراف بالتطور اليمني التكنلوجي فيما يخص الصواريخ والمسيرات، واختلاف التهديد اليمني عن أي تهديد آخر.

جدير ذكره هنا ما نقلته صحيفة معاريف عن وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس قوله أن الجيش الإسرائيلي افتتح قسم استخبارات يركز على اليمن.

وقد واجه الجيش صعوبة في العثور على إسرائيليين يتحدثون ويقرأون ويكتبون اليمنية، وهي مختلفة عن العربية، وافتتح مؤخراً فصلاً للغة اليمنية.

اذ كانت الموجة الأخيرة من الهجرة إلى إسرائيل من اليمن في عام 1950 واستمر عدد قليل من اليمنيين الإسرائيليين في التحدث بهذه اللغة، على عكس الفارسية وبعض اللهجات العربية.

لا أحد ينكر حقيقة الدعم الأمريكي الغربي اللامحدود لكيان العدو الإسرائيلي ومستوى إمكانات هذا الكيان وداعميه العسكرية وكذلك التكنلوجية، رغم ذلك فكل محاولات فرض معادلة الردع لإعاقة اليمن عن نصرة غزة فشلت ولن تتحقق مهما كانت التحديات والإغراءات، إلا أن الصمود والقدرات اليمنية حطما نظرية “الردع” الصهيوني وكل ذلك باقرار أمريكي إسرائيلي وغربي.. ما يعني بوضوح أن كيان الاحتلال الإسرائيلي بات يعيش احباطاً وعلى كافّة المستويات.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen