28 كانون الاول , 2024

القوات المسلحة اليمنية: قوة تكنولوجية تفوق التوقعات وتُربك العدو الصهيوني

على مر السنين، حاولت قوى العدوان التقليل من شأن القدرات العسكرية اليمنية، غير أن الواقع أثبت العكس تمامًا. فاليمن الذي يواجه حصارًا وعدوانًا شاملاً منذ سنوات، استطاع أن يثبت جدارته ليس فقط بالصمود، بل أيضًا بتحقيق إنجازات عسكرية قلبت موازين الصراع. تقرير حديث نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن القوات المسلحة اليمنية قد تجاوزت التصورات التقليدية، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة الردع الإقليمي.

في قلب المعركة التي تعصف بالمنطقة، تتهاوى أسطورة الهيمنة العسكرية أمام إرادة الشعوب، ويبرز اليمن كقوة غير متوقعة تعيد رسم ملامح التوازنات الإقليمية. وسط الحصار والقصف، تخرج صنعاء برسالة صاعقة: التكنولوجيا ليست حكرًا على الأقوياء، والمقاومة لا تعرف المستحيل. اليوم، يقف العدو الصهيوني حائرًا أمام خصم طوّع المستحيل، فأربك دفاعاته، واستنزف موارده، وأثبت أن الإرادة المتسلحة بالابتكار يمكنها قهر أعتى المنظومات العسكرية. هذه ليست مجرد مواجهة عسكرية؛ إنها قصة شعب يتحدى المستحيل ويعيد كتابة قواعد الصراع.

تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأخير كشف عمق المفاجأة الصهيونية أمام التطور التكنولوجي للقوات المسلحة اليمنية، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول مآلات هذا الصراع حيث نقلت الصحيفة عن مسؤول صهيوني رفيع المستوى  قوله: "القوات اليمنية في صنعاء أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية مما يتصوره الكثيرون". وأكد أن هذه القوات، التي تعتمد على مسيّرات وصواريخ محلية الصنع، نجحت في اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطورة.

وأكدت الصحيفة أن القوات اليمنية باتت قادرة على فرض معركة استنزاف طويلة الأمد، وهو ما يثقل كاهل الكيان الصهيوني اقتصاديًا واستراتيجيًا. وقال المؤرخ العسكري داني أورباخ من الجامعة العبرية إن اليمن يمثل تحديًا مختلفًا، نظرًا لموقعه الجغرافي البعيد وتضاريسه الجبلية التي تعقد أي عمليات عسكرية ضده.

لطالما اعتمدت القوات اليمنية على قدراتها الذاتية، لتطوير منظومة عسكرية متكاملة، رغم الحصار والدمار المفروض عليها. بحسب التقرير، فإن القوات اليمنية لا تمتلك فقط مسيّرات وصواريخ متطورة، بل إنها قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة تخترق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، المصنفة ضمن الأكثر تطورًا عالميًا. هذا الإنجاز العسكري جعل أحد المسؤولين الصهاينة يصرّح للصحيفة قائلًا: "القوات اليمنية في صنعاء أكثر تقدمًا تكنولوجيًا مما كنا نتصور، ويجب أن نتعامل معها كقوة استراتيجية خطيرة".

رغم الإمكانات المحدودة التي فرضها العدوان والحصار بحسب الصحيفه استطاع اليمنيون ابتكار منظومة متكاملة تقوم على استنزاف العدو بأبسط الوسائل وأكثرها فاعلية. ووفقًا لما نقله التقرير عن يوئيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الصهيوني، فإن تكلفة مواجهة الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية تكلف الاحتلال أضعافًا مضاعفة، وهو ما يمثل معادلة استنزاف مرهقة لأي قوة تعتمد على التكنولوجيا المكلفة. يقول جوزانسكي: "بينما تطلق صنعاء أسلحة لا تتجاوز كلفتها بضعة آلاف من الدولارات، فإن اعتراضها يكلف إسرائيل عشرات الآلاف، ما يضعها في مأزق اقتصادي واستراتيجي كبير".

من جهة أخرى، أشار الخبراء إلى أن تراجع الدعم الأمريكي والبريطاني للعدوان على اليمن زاد من تعقيد الوضع بالنسبة للعدو الصهيوني. كما يعاني الاحتلال من نقص في الصواريخ الاعتراضية، بسبب استخدام الولايات المتحدة لها في نزاعات أخرى حول العالم..

إضافة إلى التفوق التكنولوجي اليمني، يواجه الاحتلال تحديًا كبيرًا يتمثل في ضعف قدرته على جمع معلومات دقيقة عن البنية العسكرية اليمنية. صحيفة "معاريف" وصفت هذا الضعف بأنه نقطة قاتلة في الاستراتيجية الصهيونية تجاه اليمن، حيث تعجز الاستخبارات الإسرائيلية عن بناء صورة واضحة لقدرات القوات اليمنية أو التنبؤ بخطواتها المستقبلية

إن ما تحقق في اليمن لم يكن محض صدفة، بل هو نتيجة لصمود شعب مؤمن بقضيته، ودولة نجحت في تحويل الحصار والتحديات إلى فرص للابتكار العسكري. ومع كل يوم يمر، يزداد القلق في صفوف الأعداء، الذين باتوا يدركون أن اليمن ليس مجرد خصم، بل قوة متنامية تُغير قواعد اللعبة الإقليمية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen