مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة: تسويف إسرائيلي وضغط أميركي
أظهرت وقائع أيام التفاوض الأخيرة في الدوحة، أن تل أبيب ليست مستعدّة بعد لدفع الأثمان المطلوبة بعد للدخول في صفقة تبادل للأسرى / إلا ان عوامل كثيرة تضغط في هذا الاتجاه في ظل عدم الرغبة الإسرائيلية به فما هي ابرز تلك العوامل؟
في وقت أعلنت فيه حماس ان مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة وتبادل الأسرى تسير في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة قطر ومصر بصورة جديّة مشيرةً إلى أنّها أبدت المسؤولية والمرونة/ تتنوّع العوامل الضاغطة على تل ابيب للتوجّه الى صفقة تبادل أسرى وتختلف باختلاف المراحل، على امتداد الحرب المستمرة منذ 14 شهراً.
ومن بين هذه العوامل ما هو ثابت، من مثل مطالبة عائلات الأسرى الإسرائيليين والمتضامنين معها بالمضي في الصفقة؛ ومنها ما هو متغيّر بحسب الظروف السياسية والميدانية، كالضغوط الأميركية، وارتفاع الخسائر في صفوف جنود الاحتلال، والفشل في تحقيق إنجازات ميدانية إضافية في قطاع غزة، وخصوصاً لناحية تحرير الأسرى. واليوم، تستمرّ عائلات الأسرى في حراكها، لكنها لا تشكّل عامل ضغط حقيقياً وحاسماً على القيادة الإسرائيلية، لدفعها إلى القبول بدفع ثمن الصفقة سياسياً.
وفي الميدان، وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح عبر العمليات العسكرية في تحرير أعداد يُعتدّ بها من الأسرى، ولكنّ المسؤولين الإسرائيليين يروّجون لمقولة أن الضغط العسكري يدفع حركة حماس إلى تليين مواقفها التفاوضية، ما قد يساهم بالتالي في الوصول إلى اتفاق رغم العمليات النوعية والبطولية للمقاومة على الأرض
أما العامل الأساسي، والمؤثّر الحقيقي، فهو موقف الإدارة الأميركية الجديدة إفالأمر يبدو مختلفاً مع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الذي سيكون في البيت الأبيض خلال أقل من شهر واحد. وصار معلوماً أن فريق ترامب بدأ التدخّل والتأثير بقوة في ملفات الإدارة الأميركية كافة، منذ الأيام الأولى لفوزه بالانتخابات، في ما وصفه مراقبون بأنه غير مسبوق وظهر ذلك واضحاً في ملفات مختلفة، لعلّ أبرزها وأقربها، العدوان على لبنان . حتى إن بعض المراقبين والمحلّلين في الكيان، فسّروا حديثه عن جحيم إن لم يُطلق سراح الأسرى قبل موعد تنصيبه، بأنه تهديد لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو