الشمال يؤرق قادة العدوّ.. عودة السكان تكلّف الكثير
يستمر سخط مستوطني الشمال بسبب عدم اليقين بشأن عودتهم الى مستوطناتهم، كما لا يزال النقاش في داخل الأوساط الصهيونية قائم بقوة حول نتائج الحرب على لبنان، وعدم قناعة الصهاينة بإمكانية منع حزب الله من استمرار تصاعد قوته.
يستعر النقاش داخل الكيان حول مستقبل مستوطني الشمال، وسط تقدير غير متفائل بشأن العودة لمستوطناتهم، فبحسب الاعلام العبري انه مرة أخرى كما في مشهد ساخر ومُبهم.
فبعد أكثر من عام و3 أشهر، يصل مئات الآلاف من نازحي الشمال إلى نهاية صلاحية قرار الحكومة الإسرائيلية بإجلائهم من منازلهم، ولا يعرفون إذا ما كان سيُطلب منهم العودة إلى بيوتهم بعد أسبوع بالضبط، في 31 كانون الأول/ديسمبر.
إحدى المستوطنات النازحات من كريات شمونة (تسكنها منذ 30 عامًا) وتعيش من تشرين الأول/أكتوبر 2023 في غرفة صغيرة ومؤقتة في فندق في نتانيا قالت، إن هذا الشعور بعدم اليقين رهيب.. نحن مُهملون، وأضافت أنها كل عدة أشهر، بينما تتباطأ الحكومة في اتخاذ قرارات بشأن جدول أعمال وروتين حياتها وحياة عشرات الآلاف من السكان الذين تركوا منازلهم.
وزارة الحرب أرسلت أول من أمس إلى الوزير في وزارة المالية زئيف إلكين طلبًا أمنيًا من قبل جيش الاحتلال، جاء فيه: يُطلب تمديد إجلاء المستوطنات لعدة أشهر على الأقل حتى نهاية شباط/فبراير 2025، وكذلك إجراء فحص آخر في منتصف شباط.
بحسب يديعوت أحرونوت، يُتيح هذا الطلب لحكومة العدو تمديد الإجلاء حتى الأول من آذار/مارس، لكنها لم تتخذ بعد قرارًا رسميًا بهذا الشأن، رغم وجود مصدر تمويلي لتمديد الإجلاء، وتوصية من وزارة الحرب.
وتُشير الصحيفة إلى أن العديد من الأسئلة التي لا إجابة رسمية حولها من أي جهة مسؤولة في كيان العدو، تركت سكان الشمال عاجزين، ومن بينهم أيضًا الذين تضررت منازلهم أو تهدمت من جراء نيران حزب الله على مدار أكثر من عام من الحرب.
بخلاف التسريبات الغامضة في وسائل الإعلام حول تواريخ مختلفة بشأن توقيف الحكومة للمساعدات وطلب عودة السكان إلى بيوتهم، لا توجد معلومات رسمية يعتمد عليها المستوطنون لتبرير خطواتهم.
ووفق يديعوت أحرونوت، لا يعرف الكثير من المستوطنين الذين يدرس أولادهم في مدارس إذا كانوا سيضطرون إلى إخراج أولادهم من المدرسة في منتصف السنة الدراسية، والعودة إلى المستوطنات التي تم إجلاؤهم منها، ثم إرسال أولادهم إلى مدارس جديدة مع أصدقاء لم يتعلموا معهم منذ تشرين الأول/أكتوبر من العام الدراسي الماضي.
أفيخاي شترن، رئيس بلدية كريات شمونة، هو الذي يتعين عليه تقديم إجابات لـ24 ألف من السكان، كما يتوقع مستوطنون من رؤساء بلدياتهم في 41 مستوطنة أخرى تم إخلاؤها بناءً على أمر الحكومة، قال: دور الدولة في مثل هذه الأحداث الطارئة هو أولًا وقبل كل شيء توفير اليقين للسكان، وهذا يوفّر لهم المناعة والقدرة على التأقلم مع الواقع. لكن مرارًا وتكرارًا، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، الدولة تفعل العكس تمامًا - لأنها لا توفّر لنا اليقين، السكان يصنعون يقينهم بأنفسهم ونحن نخسرهم. لن يعودوا. في أسوأ الأحوال، عدم اليقين يولّد حالات متطرفة مثل مشاكل نفسية، عائلية، اقتصادية وغيرها. نواجهها يوميًا.
وزير التعليم الصهيوني يوآف كيش أعلن الأسبوع الماضي في أثناء زيارته لمدرسة في إحدى المستوطنات التي تم إخلاؤها في الشمال أن وزارته تستعد لعودة الطلاب وفتح المدارس في اليوم الذي تقرر فيه الدولة نهاية فترة الإجلاء.
وتعليقًا على هذا التصريح، وقف شترن في دهشة قائلًا: لا أحد يتحدث معنا أو يحاول أن يفهم ما احتياجاتنا وما يحدث في الواقع، وكل شيء يتم فرضه من الأعلى.
يأتي ذلك في وقت لا يزال العدو الإسرائيلي يواصل خروقاته للاتفاق بسلسلة اعتداءات تطال يومياً القرى والبلدات الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة.