24 كانون الاول , 2024

مصير مفاوضات غزة يترنّح.. تضارب بشأن صفقة التبادل

تتضارب المعلومات بشأن وجود تقدّم في مفاوضات الهدنة بين الاحتلال وحركة حماس، بحيث تفيد آخر المعطيات بأنّه لا يوجد تقدّم حقيقي في المفاوضات لكنّها مستمرّة، مع تواصل الجهود الإقليمية والدولية المكثّفة للتوصّل إلى اتّفاق.

لا هدنة ولا وقف إطلاق نار ولا تسوية، خلاصة يمكن استنتاجها من مسار مفاوضات غزة المترنحة على وقع شروط الاحتلال والقبول والرفض بين الاحتلال وحركة حماس، حصيلة المواقف التي تؤشر بما لا يرقى اليه شك ان لا نية لدى الاحتلال ببلوغ نقطة الاتفاق، اذ كلما ذُللت عقبة برزت عقبات.

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعلن أمام أعضاء الكنيست يوم أمس، أنه تم إحراز بعض التقدم في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، بعد أكثر من 14 شهرا من العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر.

ويبدو ان نتنياهو الذي يَمثل عدّة مرات في الأسبوع أمام المحكمة على خلفية اتهامه بقضايا رشى وفساد واحتيال، لا يجد في إنهاء الحرب في غزة ما يفيد محاكمته، بل إن استمرار الحرب يُعدّ جزءاً لا يتجزّأ من إستراتيجيته الدفاعية، كونه يدرك أن وقوفه في قفص الاتهام بصفته رئيساً سابقاً للحكومة أو لحكومة مستقيلة يغري القضاة الذين يعدّهم أعداء ومتربصين به لإدانته في حين أن بقاءه رئيساً فعليّاً للحكومة/ في ظلّ استمرار الحرب من شأنه أن يبطّئ توثّب القضاء لإدانته.

في المقابل نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر صهيوني مطلع/ قوله إن التقديرات حاليا تستبعد التوصل لصفقة قبل نهاية العام، وإن التقدم في المفاوضات دون المأمول.

وأضاف المصدر الإسرائيلي أنه من الصعب تصديق أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قد توافق على صفقة جزئية مقابل وقف إطلاق النار دون وقف الحرب.

من جهتها، أفادت صحيفة هآرتس نقلا عن مصادر مطلعة أنه من الصعب تقييم إمكانية الوفاء بالجدول الزمني الذي حدده الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للتوصل لصفقة تبادل.

وأضافت هذه المصادر أن المفاوضات بحاجة إلى مزيد من الوقت، وأن سد الفجوات رهن بقرارات القيادة السياسية.

ومن ناحية أخرى، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن غالبية الإسرائيليين يريدون لجنة تحقيق رسمية وصفقة شاملة لإعادة المحتجزين جميعا من غزة.

فاستطلاع للرأي، اعتبر 74% من الإسرائيليين أن هناك ضرورة للتوصّل إلى اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى، حتى وإنْ كان الثمن وقف الحرب في غزة.

واللافت في هذا الاستطلاع، أن مطلب استعادة الأسرى مقابل إنهاء الحرب، يحظى بموافقة 84% من ناخبي المعارضة، والأهم بتأييد 57% من جمهور الائتلاف، فيما لا تتجاوز نسبة مَن يؤيّدون صفقة جزئية، الـ10%، لكن ذلك لا يعني على أيّ حال أن الائتلاف سيجاري جمهوره.

على صعيد آخر، قالت القناة 14 إن 3 فرق عسكرية إسرائيلية تعمل في غزة، وأن فرقة رابعة تستعد للدخول للقطاع المحاصر حال فشلت مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس.

وأضافت القناة الإسرائيلية أنه في حال فشل الصفقة، فسنرى دخول الفرقة 98 بقيادة العميد غي ليفي إلى القطاع، مما يعني استمرار المناورة البرية، وعودة الضغط العسكري على حماس لإجبارها على الاستسلام.

وعلى أي حال، تشير المعطيات أن النتائج التي توصّل إليها المفاوضون، ستحظى، وفقاً لما يُتداول، بقبول ظاهر من الجانبَين، على أن تُبقي إسرائيل بموجبها على وجودها العسكري في قطاع غزة، مع إعادة تموضع وانسحابات جزئية طوال مدة تنفيذ المرحلة الأولى، وهو ما يراه الوسطاء تراجعاً إسرائيلياً معتدّاً به.

على أن إعادة الانتشار تلك قد يُستفاد منها لإنعاش الجنود الإسرائيليين المنهكين، فيما لا أحد يمكنه أن يضمن التزام إسرائيل بالمرحلة الثانية؛ إذ إن أكثر المتفائلين في تل أبيب يتحدّثون عن نبضة أولى من التسوية لا تلحقها نبضة ثانية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen