جنوب لبنان: دماء الشهداء تفضح خروقات الاحتلال وتؤكد صمود الشعب و كرامة الأرض
بينما يواصل العدو الصهيوني ارتكاب خروقات فاضحة في جنوب لبنان، مغرقًا البلدات الجنوبية بنيران التفجيرات المدمرة، يثبت الشعب اللبناني أن الأرض والمقاومة لا يُغلبان. من كفركلا إلى مارون الراس، يسطر الجنود والمقاومون أروع ملاحم الصمود في وجه آلة الحرب الصهيونية.
في قلب جنوب لبنان، حيث تتصاعد الخروقات الإسرائيلية، لا تزال الأرض اللبنانية تنبض بالمقاومة والتحدي. من التفجيرات العنيفة التي استهدفت بلدات كفركلا ومارون الراس، إلى صمود الشعب والجيش اللبناني، يثبت لبنان يومًا بعد يوم أنه لا يساوم على سيادته. وفي الوقت الذي تتجدد فيه المحاولات الإسرائيلية للعبث بأمن الجنوب، تظل العزيمة اللبنانية أقوى من أي عدوان.
في الساعات الأخيرة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الانتهاكات الجديدة في الجنوب اللبناني، حيث استهدفت مناطق في بلدة كفركلا بتفجيرات عنيفة أدت إلى تدمير حي بكامله. كما استشهد مواطنان لبنانيان وأصيب آخر إثر غارة إسرائيلية نفذتها طائرة مسيرة في بلدة الطيبة قرب المدرسة الرسمية، في أحدث خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل حوالي شهر. ولم تتوقف الاعتداءات عند هذا الحد، حيث امتدت التفجيرات إلى الزلوطية والبستان، بينما واصلت جرافات الاحتلال أعمال التجريف في بلدة مارون الراس، مما يعكس تصعيدًا إسرائيليًا خطيرًا.
وسمعت أصوات الانفجارات ورشقات التمشيط بوضوح في المنطقة، بالتزامن مع تحليق المروحيات الإسرائيلية في أجواء بلدة الناقورة، في مشهد يعكس محاولات الاحتلال المتكررة لفرض واقع جديد على الأرض، رغم الالتزامات الدولية بالتهدئة.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون في زيارة ميدانية لمناطق حدودية، مستشعرين حجم التحديات والمخاطر. خرج ميقاتي وعون ليعززا رسالة الثبات والتمسك بالحقوق، وعقدا اجتماعًا مع لجنة المراقبة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ناقشوا فيه الخروقات الإسرائيلية وسبل مواجهتها. ميقاتي أكد أن الجيش اللبناني سيبقى في الخطوط الأمامية، مع متابعة دقيقة لتنفيذ القرار 1701، لضمان العودة إلى الأمن والاستقرار في الجنوب.
في ظل هذه التحديات، جاء الموقف الثابت لبلدية شبعا، التي أكدت على لبنانية مزارع شبعا، رافضةً أي محاولات للتشكيك في السيادة على هذه الأراضي. فمزارع شبعا ليست مجرد نقطة جغرافية، بل هي جزء من هوية لبنان، وتأكيد جديد على وحدة الشعب اللبناني ضد أي محاولة للنيل من حقوقه الوطنية.
ورغم التفجيرات والاعتداءات المتواصلة، فإن لبنان يعيش لحظات من الصمود والتحدي. الشعب اللبناني، الذي قدم الشهداء والدماء في سبيل وطنه، يثبت يومًا بعد يوم أنه لا يزال قادرًا على الوقوف في وجه أي عدوان. وفي ظل قيادة حكومية واضحة ومقاومة متجذرة، سيظل الأمل في لبنان قويًا، مهما كانت التحديات.