24 كانون الاول , 2024

اليمن يخطّ درب المقاومة: استهداف عسقلان وتل أبيب بالطيران المسيّر انتصارًا لفلسطين

"من صنعاء، حيث تُكتب معاني الإسناد، إلى فلسطين المحتلة، حيث يُعاد تشكيل معادلات الردع... مشهدٌ جديد يرسمه الطيران المسيّر اليمني، مستهدفًا مواقع عسكرية في عسقلان و"تل أبيب"، عمليات نوعية تحمل رسالةً واضحة فلسطين ليست وحدها، واليمن يقف في صف المقاومة، كاشفًا عن عمق التلاحم بين جبهات الأحرار في معركة الكرامة المشتركة."

صوتٌ من صنعاء، يتجاوز الحدود ويرسم خطوط المواجهة بجرأةٍ وثبات. حين تُقصف غزّة ويُحاصر أهلها، تصبح سماء فلسطين المحتلّة ساحةً تُظهر إرادة الأحرار، وتُبرز رسالة الشعوب العربية والإسلامية في معركة لا تنتهي إلا بتحقيق العدالة وإنهاء العدوان.

القوات المسلحة اليمنية تعلن من جديد عبر المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عمليتين نوعيتين استهدفتا مواقع عسكرية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستخدمةً الطائرات المسيّرة في تطورٍ لافت على مستوى الردع والرد الميداني.

استُخدمت في العملية طائرات مسيّرة من طراز "يافا"، حيث استهدفت العملية الأولى هدفًا عسكريًا إسرائيليًا في منطقة عسقلان المحتلة، بينما استهدفت العملية الثانية موقعًا عسكريًا في منطقة "تل أبيب" (يافا المحتلة) وأكّد فيها العميد سريع أنّ العمليتين حققتا أهدافهما بدقة، موضحًا أن هذه الضربات تأتي "ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ودعمًا للمقاومة في غزة".

العمليتان وُضعتا ضمن المرحلة الخامسة من الإسناد في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي تُعدّ إطارًا استراتيجيًا وضعته صنعاء لتأكيد تضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية، والرد على العدوان الإسرائيلي الذي طاول اليمن مؤخرًا.

وأكدت القوات اليمنية أنّ عملياتها العسكرية لن تتوقف إلا بتحقيق هدفين رئيسيين: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفع الحصار الجائر المفروض على الفلسطينيين. هذا الموقف يُبرز التحام اليمن مع القضية الفلسطينية في لحظةٍ مفصلية من تاريخ الصراع مع الاحتلال.

العملية استهدفت موقعين عسكريين إسرائيليين استراتيجيين في عسقلان و"تل أبيب"، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية للاحتلال. منطقة عسقلان تُعد مركزًا حيويًا للبنية التحتية العسكرية الإسرائيلية جنوب فلسطين المحتلة، بينما "تل أبيب" تُشكل قلب الكيان سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا. استهداف هاتين المنطقتين يُظهر دقة التخطيط العملياتي وقدرة الطيران المسيّر اليمني على تجاوز الدفاعات الجوية المعقدة للاحتلال.

اما في التوقيت فجاءت العملية في وقت يشهد تصعيدًا إسرائيليًا ضد قطاع غزة واعتداءات متكررة على المدنيين، ما يضعها في سياق الدعم الإقليمي للقضية الفلسطينية.

رسالة اكد فيها اليمن استعداده للوقوف مع غزة والمقاومة الفلسطينية، ليس فقط بالتصريحات، بل من خلال عمليات عسكرية مباشرة على الأرض.اما للاحتلال فالرسالة واضحة الطيران المسيّر تجاوز الخطوط الحمراء وأثبت أن جميع المناطق، بما فيها "تل أبيب"، تحت مرمى النار، ما يعمّق مأزق الاحتلال على الجبهات الداخلية والخارجية.

استخدام طائرات مسيّرة متطورة من طراز "يافا" يعكس تقدمًا ملحوظًا في القدرات العسكرية اليمنية، خصوصًا في مجال التصنيع العسكري، الذي تجاوز الجغرافيا المحلية إلى العمق الإقليمي. هذه العمليات تشير إلى امتلاك اليمن تكنولوجيا متقدمة قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة رغم المنظومات الدفاعية الإسرائيلية و اختراق الطيران المسيّر اليمني للأجواء الإسرائيلية يشكل ضربةً لمنظومات الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية"، ما يثير تساؤلات حول فعاليتها.

 العمليات تزيد من الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه انتقادات متزايدة حول إدارة الصراع الإقليمي والتصعيد في غزة اما ردود الفعل الإسرائيلية لم تتأخر؛ إذ هدّد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بالتصعيد ضد اليمن، متوعدًا بقصف صنعاء والبنية التحتية الاستراتيجية فيها هذا الخطاب يعكس حجم القلق الإسرائيلي من الدور اليمني المتنامي في دعم المقاومة الفلسطينية وفرض معادلات جديدة في المنطقة

عملية استهداف عسقلان و"تل أبيب" بالطيران المسيّر ليست مجرد رد على العدوان الإسرائيلي، بل هي خطوة نوعية في تغيير قواعد الاشتباك الإقليمي. اليمن يثبت فيها أنه حاضر بقوة في معادلة المقاومة، وأن تحالف الأحرار قادر على إحداث تغييرات استراتيجية في موازين القوى.

عمليات الطيران المسيّر اليمني في قلب فلسطين المحتلة تفتح آفاقًا جديدة لمعركة المقاومة، وتؤكد أن المظلومين في غزة ليسوا وحدهم. من صنعاء إلى غزة، ومن المحيط إلى الخليج، تتحرك الشعوب لتحطيم قيود الاحتلال والحصار، لتُرسم في الأفق ملامح النصر القادم، مهما كانت التضحيات.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen