تصاعد العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية: ضربات نوعية وإبداعات ميدانية تقوّض الاحتلال
في ظل تصعيد عسكري محتدم، تواصل المقاومة الفلسطينية تسجيل ضربات نوعية تقوّض الاحتلال الإسرائيلي وتكبده خسائر فادحة على مختلف الجبهات. من استهداف القوات المتوغلة شمال قطاع غزة، إلى تدمير الآليات العسكرية وإسقاط الطائرات المسيّرة، وصولًا إلى عمليات معقدة أظهرت براعة ميدانية وتنسيقًا عاليًا بين الفصائل.
غزة.. حيث تتحول الأنقاض إلى معاقل، والألم إلى قوة، وحيث تكتب المقاومة الفلسطينية فصولًا جديدة من ملحمة الصمود الأسطوري. في أزقةها المتواضعة وشوارعها المدمّرة، ينسج المقاومون معادلات الردع، يواجهون أعتى جيوش العالم بإبداع ميداني وإصرار لا يلين، ليؤكدوا أن كفًّا مؤمنًا قادرٌ على كسر سيفٍ غاشم.
تشهد ساحات الاشتباك في قطاع غزة تصعيدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية، في إطار مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لجرائمه بحق الشعب الفلسطيني. وبرهنت الفصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، على قدراتها المتطورة في تكبيد الاحتلال خسائر ميدانية فادحة وتحدي آلة الحرب الإسرائيلية بإبداع تكتيكي وعمليات نوعية.
حيث أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف قوة احتلالية إسرائيلية متحصّنة داخل أحد المنازل قرب مفترق "التوام" شمال مدينة غزة بقذيفة مضادة للأفراد. وأكدت الكتائب أيضًا قصف تجمع لقوات الاحتلال المتوغلة في المنطقة ذاتها بقذائف الهاون.
وفي عملية معقدة أخرى، تمكن مقاومو القسام من طعن وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا يحمون مبنى تتحصن فيه قوة احتلالية. بعد القضاء عليهم، اقتحم المقاومون المنزل وأجهزوا على جميع أفراد القوة الإسرائيلية من مسافة الصفر، واغتنموا أسلحة الجنود، كما أخرجوا عددًا من المدنيين الفلسطينيين الذين احتجزتهم قوات الاحتلال داخل المبنى.
في تصعيد نوعي، استهدفت كتائب القسام ناقلة جند إسرائيلية ودبابة "ميركافا" بقذائف "الياسين 105" في منطقة النصيرات وسط القطاع. كما نجحت الكتائب في إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال خلال اشتباكات في المنطقة ذاتها.
تتجلى وحدة الصف المقاوم في العمليات المشتركة التي تنفذها الفصائل الفلسطينية. فقد أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، بالتعاون مع قوات الشهيد عمر القاسم، استهداف موقع قيادة وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي في "محور نتساريم" بقذائف هاون ثقيلة. وفي جنوب قطاع غزة، استهدفت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، بالاشتراك مع سرايا القدس، تجمعات جيش الاحتلال شرق رفح برشقة صاروخية من عيار "107 ملم".
كما قصفت قوات الشهيد عمر القاسم مواقع تمركز الاحتلال بمحيط معبر رفح البري بصاروخ قصير المدى من نوع "107"، ما يؤكد التنسيق العالي بين الفصائل والمرونة التكتيكية في مواجهة الاحتلال.
في شمال القطاع، واصلت سرايا القدس قصف تجمعات الجنود الإسرائيليين والآليات المتوغلة في منطقة المبحوح شرق جباليا بقذائف هاون من عيار "60 ملم". أما كتائب القسام، فقد استهدفت دبابة لجيش الاحتلال بعبوة "شواظ" ذاتية التفجير، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وفق تأكيدات المقاتلين العائدين من خطوط القتال.
أمام هذه العمليات النوعية، اضطر جيش الاحتلال للاعتراف بمقتل نائب قائد سرية وجنديين آخرين شمالي قطاع غزة، ما يعكس حجم الخسائر البشرية التي تكبدها بفعل ضربات المقاومة المركزة والمدروسة.
تؤكد هذه العمليات المتصاعدة أن المقاومة الفلسطينية، رغم الحصار والقصف المكثف، تتمسك بخيارها الاستراتيجي في مقاومة الاحتلال بكل السبل المتاحة. كما تعكس التطور النوعي في التخطيط والتنفيذ، حيث تتنوع الأساليب بين القصف الصاروخي، استخدام العبوات الناسفة، الاشتباك المباشر، والاستهداف الدقيق للآليات.
إن ما يحدث في غزة اليوم هو ملحمة جديدة تكتبها المقاومة بدماء شهدائها وصمود شعبها، في مواجهة آلة الاحتلال التي تتهاوى أمام إرادة المقاومين. هذه العمليات، المتزامنة مع تضافر جهود الفصائل المقاومة، تؤكد أن المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي ليست فقط معركة سلاح، بل هي معركة إرادة وصمود في وجه العدوان.