24 كانون الاول , 2024

المقاومة تستعيد ملحميّتها: رسائل دقيقة والاستعداد المطلق لمواصلة القتال

بدّدت العمليات التي نفّذتها المقاومة خلال اليومين الماضيين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، طابع التشاؤم الذي خلّفه تنفيذها عدة مهمات قتالية باستخدام السكاكين، وأوصل استخدام العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع على نحو غزير، الرسالة الدقيقة التي أراد المقاومون إرسالها من عمليات الطعن، وهي الاستعداد المطلق لمواصلة القتال حتى لو وصل بهم الأمر إلى استخدام الأظْفار لا السكاكين

بروح معنوية وشجاعة وكفاءة عالية، شارف المقاومون في الميدان، على إنهاء الشهر الثالث من الحصار على شمال القطاع.

بعمليات متواصلة تنفذها فصائل المقاومة ضد قوات الاحتلال في شمالي قطاع غزة، تعكس فشل إسرائيل في السيطرة على هذه المنطقة التي تعرضت لعملية تدمير وتهجير واسعة.

ونفّذت المقاومة، أمس، واحدة من أكثر عملياتها ملحمية وبطولة، إذ تمكّن عدد من المقاومين من تحرير عدد من الأسرى الذين كان يحتجزهم جنود الاحتلال في منزل كانوا يتحصّنون فيه. ووفقاً لبيان أصدرته كتائب القسام، أجهز المقاومون على ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا مكلّفين بحراسة المنزل، باستخدام السكاكين، ثم اقتحموا البيت وقتلوا كلّ أفراد القوة الراجلة باستخدام الأسلحة الرشاشة وغنموا أسلحتهم، وحرّروا عدداً من الأهالي الأسرى، قبل أن يعودوا إلى قواعدهم سالمين.

عمليات الإجهاز على جنود الاحتلال بالأسلحة البيضاء في الشمال تكررت خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي يعتبره المراقبون أنه يعكس جرأة مقاتلي المقاومة وتفوقهم البدني والمهاري على جنود الاحتلال.

وتختلف التكتيكات في حرب العصابات من منطقة لأخرى بحسب نوعية الهدف وسبل الوصول إليه، خاصة أن بعض الأهداف قد يصعب الوصول إليها بالأسلحة النارية.

كما أن هذه العمليات تعكس أيضا أن معرفة المقاومة بطبيعة الأرض واستغلالها لها، فضلا عن وصولها إلى مرحلة لم تعد تهتم فيها بالطريقة التي ستقاتل بها حتى لو كانت سكينا أو حربة.

هذا التصاعد في العمليات من جانب المقاومة، يعزى إلى بدء جيش الاحتلال التوغل في الشجاعية وعزبة بيت لاهيا لتوسيع عمليته العسكرية في الشمال.

ولن يكون هذا التوسع العملياتي نزهة، الذي يرى أن المقاومة أثبتت قدرتها على الوصول لأماكن لم يكن الاحتلال يتوقع وصولهم لها.

ففي مثل هذه الحالات ستكون قوات الاحتلال هدفا سهلا للمقاومة التي تعتمد على مواجهة القوة الكبيرة بمجموعات صغيرة تجنبا للحرب المباشرة.

وفي المقابل، أقرّ جيش العدو بمقتل ثلاثة من جنوده في معارك جباليا، ما يرفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحصار على شمال غزة مطلع تشرين الأول الماضي، إلى ما يزيد عن 40 ضابطاً وجندياً.

من جهتها، أعلنت كل من سرايا القدس وكتائب المجاهدين ولجان المقاومة الشعبية ومجموعات الشهيد عمر القاسم تمكّنها من دكّ جنود العدو وتجمعاته في محور نتساريم، بقذائف الهاون وصواريخ 107.

وفي السياق، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، إن جيش العدو يخفي خسائره وحالة جنوده المزرية في جباليا، وإن بطولات المقاومين وأداءهم الميداني نموذج ملهم لكل أحرار العالم. ولمّح إلى إمكانية اللجوء إلى إعدام المزيد من أسرى الاحتلال في الحيّز الذي يشهد عمليات برية، بقوله إن مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدّم جيش الاحتلال لمئات الأمتار في بعض المناطق التي تتعرّض للعدوان.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen