23 كانون الاول , 2024

قلقٌ عسكريّ صهيونيّ من تصاعد أداء المُقاومة الفلسطينيّة

أثارت الوتيرة المتصاعدة لعمليات المقاومة الفلسطينية وأنماطها القتاليّة غير المألوفة تساؤلات كثيرة في الأوساط الصهيونية حيث حذّر عسكريّون إسرائيليون من شكل العمليّات الجديدة لفصائل المقاومة وتبعاتها في المعركة القائمة.

 

لا تزال المقاومة الفلسطينية قادرة على التكيّف مع مسرح العمليّات في قطاع غزَّة وهذا ما تُثبته البراعة والتّكتيك في أنماط وأساليب عملياتها المختلفة حيث القيادة والسيطرة لدى المقاومة متماسكة.

اتّباع المقاومة تكتيك البحث عن هدف الفرصة الذي يعتمد على الكمائن التكتيكية، حيث تنتظر الهدف يأتي لها وليس هي تذهب له مكّنها من ارهاق قوات الاحتلال داخل الميدان في قطاع غزّة.

وقد شكّلت العمليات النوعية طيلة الاسبوع الماضي مرحلة جديدة من ضراوة القتال تحديدا في مخيم جباليا، حيث أعلنت كتائب القسام عن عمليتي طعن وتفجير مقاوم بالحزام الناسف قوات جيش الاحتلال بمحاور القتال

هذا النّمط الجديد كشف عن قدرة المقاومة على تجاوز الجهد الاستخباراتي الإسرائيلي والاختراق العميق في مناطق تخضع لاستنفار عسكري مُشدّد.

كما تمثل العمليات الفردية، وفق مراقبين، صدمة كبيرة لقوات الاحتلال، لأنها تنطوي على مخاطر لا يمكن التنبؤ بها أو إحباطها مسبقا، مما يضاعف حالة الرعب داخل صفوف الجيش الإسرائيلي.

في هذا السياق، حذّر مسؤولون في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن ضباط ومسؤولين عسكريين من ان حركة حماس تواصل العمل بطريقة غير مألوفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي

وأضافوا، أن مقاتلي الفصائل الجدد يتلقون تدريبات على يد قادة جدد يكيّفونهم مع أنماط قتال الجيش، وأنهم يقاتلون مع قيادات عسكرية لم ينجح الجيش في اغتيالها.

وتابع المسؤولون أن قيادات بحماس لا تزال تعمل بصورة غير تقليدية مقابل قوات جيش الاحتلال بغزة، مؤكدين أن المقاومة كيّفت نفسها في بعض مناطق جنوب القطاع مع ظروف القتال ضد قوات الاحتلال.

كل معطيات الميدان تؤشّر على أن سلسلة القرارات داخل المقاومة لا تزال يُمكن لها الاستمرار بالعمليات العسكرية، في مقابل ذلك الاحتلال بدأ مؤخراً يشهد عمليات إنهاك لقواته المهاجمة في قطاع غزة.

نحن أمام نموذج غير مسبوق للمقاومة المسلحة، حيث تمتزج الإرادة الحديدية بالتخطيط العسكري المحكم.

فالمقاومة في غزة أثبتت أن القوة الحقيقية ليست في العدد أو التقنية، بل في القدرة على التكيّف والمفاجأة وإرغام العدو على دخول معارك لا يعرف قواعدها ، هذه الحرب ليست مجرّد مواجهة عسكرية.. إنّها درسٌ في الإرادة والصّمود الذي سيبقى محفوراً في تاريخ الحروب.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen