22 كانون الاول , 2024

المقاومة الفلسطينية.. إبداع تكتيكي وملحمة بطولية في جباليا

في عمق مخيم جباليا حيث تجتمع المأساة الإنسانية مع الإصرار على الحياة، المقاومة الفلسطينية تكتب صفحة جديدة من النضال، عملية مركّبة نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس تجاوزت كونها مواجهة عسكرية لتصبح نموذجاً للابتكار التكتيكي وروح التضحية.

من الاشتباك من نقطة الصفر إلى الذئب المتنكر  تؤكد المقاومة الفلسطينية أن الإبداع الميداني والتضحية لا حدود لهما، جباليا التي  لم تعد مجرد اسم على خارطة المعركة بل تحولت إلى رمز لصمود أسطوري تتشابك فيه عبقرية التخطيط مع شجاعة التنفيذ. عملية جديدة يسجلها ابطال المقاومة الفلسطينية ليكتبوا بها ضفحة جديده من صفحات النضال.

في عملية تحمل بصمة الجرأة والبراعة، أعلنت كتائب القسام أن مجموعة من مجاهديها تمكنت من إجهاض ثلاثة جنود إسرائيليين طعناً بالسكاكين، مستخدمين عنصر المفاجأة كسلاح أساسي. العملية التي نفذت وسط مخيم جباليا تجاوزت المواجهة التقليدية، حيث اقتحم المقاومون منزلاً تحصنت فيه قوة راجلة من جنود الاحتلال، واشتبكوا معهم "من مسافة الصفر"، محولين شوارع المخيم إلى ميدان للصراع المباشر.

لم تكتفِ المقاومة بذلك، بل أظهرت قدرة استثنائية على استخدام أسلحة الاحتلال نفسه، إذ ألقى المقاومون قنابل يدوية إسرائيلية الصنع باتجاه تجمع للجنود قرب ناقلة جند، ما أدى إلى وقوع خسائر جسيمة في صفوفهم. هذا التكتيك يعكس فهماً عميقاً لخصائص العدو وموارده.

وفي تطور نوعي، نفذت كتائب القسام عملية أمنية معقدة أطلق عليها المحللون وصف "عملية الذئب المتنكر". تمكن أحد مقاتليها من قنص جندي إسرائيلي ومساعده، ليعود بعد ساعة متنكراً بزي قوات الاحتلال، مستغلاً التمويه النفسي. المقاتل فجر نفسه بحزام ناسف وسط قوة عسكرية مكونة من ستة جنود، موقعاً إصابات قاتلة بينهم، في رسالة واضحة أن المقاومة قادرة على اختراق صفوف العدو.

في مناطق أخرى من مخيم جباليا، خاضت سرايا القدس معارك ضارية، أطلقت عليها المصادر اسم "معركة الخلفاء". بأسلحة خفيفة وإصرار كبير، تصدى المقاومون لمحاولات الاحتلال اقتحام المنطقة، وأوقعوا خسائر كبيرة بين صفوفه.

تحت القصف الكثيف والنيران العشوائية، يعيش سكان جباليا ما يمكن وصفه بـ"الطوفان اليومي". رغم ذلك، يثبت المدنيون أن المقاومة ليست فقط في الميدان، بل هي حالة جماعية تتجسد في صمودهم أمام النزوح والتشريد.

من "الاشتباك من الصفر" إلى "الذئب المتنكر"، أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها تملك من المرونة والابتكار ما يجعلها عصية على الهزيمة. جباليا اليوم ليست مجرد ساحة قتال، بل رمز لإرادة لا تُكسر، حيث يلتقي الإبداع العسكري مع الإيمان الراسخ بحق الشعب الفلسطيني في الحرية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen