الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده في جنوب لبنان بخروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار
الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، مرتكبًا عشرة خروقات جديدة خلال الاربعة وعشرين ساعة الماضية.
في تصعيد خطير يؤكد نوايا العدو الصهيوني العدوانية، ارتكب الجيش الإسرائيلي خلال 24 ساعة الماضية سلسلة من الخروقات الخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، لترتفع الحصيلة إلى 285 خرقًا خلال 25 يومًا فقط. هذه الخروقات تتراوح بين قصف مدفعي، توغلات لآليات عسكرية، وهدم للمنازل، مما يعكس استمرار استراتيجية الاحتلال في انتهاك سيادة لبنان وتهديد استقراره.
توزعت الخروقات في المناطق الجنوبية للبنان، حيث شهد قضاء صور في محافظة الجنوب، وقضاءي مرجعيون وبنت جبيل في محافظة النبطية، تصعيدًا عسكريًا شاملًا يشمل قصفًا مدفعيًا، توغلات للآليات العسكرية، عمليات تجريف واسعة للبساتين، وتدمير للمنازل، فضلًا عن الحصار الجوي عبر الطيران الحربي والطائرات المسيّرة.
ففي قضاء صور، انطلقت جرافات العدو الإسرائيلي في أعمال تجريف جديدة استهدفت بساتين الليمون في منطقة الناقورة، بالقرب من مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل"، بما يهدف إلى التوسع الاستيطاني، والتغطية على انتهاكاته المتكررة ضد الأراضي اللبنانية. ولم تقتصر الخروقات على الأرض، بل طالت أيضًا أرواح المدنيين، حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات هدم جديدة للمنازل والمباني في الناقورة، وأقامت حاجزًا عسكريًا ثابتًا في موقع كان يُستخدم من قبل الجيش اللبناني قرب ميناء الصيادين.
وفي قضاء بنت جبيل، لم يكن التحليق المنخفض للطيران الحربي الإسرائيلي مجرد خرق للهدوء، بل هو انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية، بهدف توجيه رسالة تهديد مبطنة لجميع القوى المقاومة في المنطقة. وفي الوقت ذاته، استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة حانين، بإطلاق خمس قذائف مدفعية، تزامنًا مع عمليات تفجير للمنازل هناك، لتزيد معاناة الأهالي الذين فقدوا الأمن والاستقرار.
أما في قضاء مرجعيون، فقد شهدت بلدات الخيام، وبرج الملوك، والقليعة، وجديدة مرجعيون، ودبين، وبلاط، تحليقًا مكثفًا للطائرات المسيّرة الإسرائيلية على علو منخفض، في محاولة جديدة لترهيب السكان الآمنين في هذه المناطق. في وقت كانت الآليات العسكرية الإسرائيلية تتمركز عند مدخل بلدة دير ميماس، حيث قامت جرافة إسرائيلية بصدم ثلاث سيارات، قبل أن تتوغل بين المنازل في الحي الشرقي، في استعراض آخر للعدوان الصهيوني.
وفي بلدة كفر كلا، نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة استهدفت منازل المواطنين، في خطوة إضافية ضمن استراتيجيتها لزعزعة الاستقرار في الجنوب اللبناني.
إن استمرار الجيش الإسرائيلي في خرق اتفاق وقف إطلاق النار يثبت بجلاء نواياه العدوانية المستمرة ضد الشعب اللبناني. هذه الاعتداءات التي تطال الأرض والإنسان في الجنوب اللبناني تعكس نهجًا صهيونيًا متسلسلًا في السعي لفرض السيطرة على الأرض اللبنانية. والعدو، إذ يُصر على تصعيد حملاته، فإنما يعزز من عزلته في المجتمع الدولي، ويزيد من قوة التمسك بالحقوق اللبنانية في مواجهة هذا العدو الغاشم.