الاحتلال الإسرائيلي يرسخ وجوده العسكري على أبواب دمشق: توسع استراتيجي في المنطقة العازلة
في خطوة جديدة لتعزيز سيطرته على الجنوب السوري، يواصل الاحتلال الإسرائيلي إقامة نقاط عسكرية في المنطقة العازلة على مشارف دمشق، مستهدفًا مواقع استراتيجية في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة. هذه التحركات تأتي في إطار مساعي إسرائيل لإعادة تشكيل الجغرافيا العسكرية في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في سوريا ويهدد سيادتها على أراضيها المجاورة.
في خطوة تعكس استمرارية السياسات العدوانية للاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، أنشأ الجيش الإسرائيلي سبع نقاط عسكرية دائمة في المنطقة العازلة على طول شريط "فض الاشتباك" في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، مما يشير إلى نية الاحتلال تعميق وجوده في هذه المناطق الاستراتيجية.
سبع نقاط عسكرية جديدة تتوزع في مواقع ذات أهمية كبيرة، حيث تطل بعضها على العاصمة دمشق وضواحيها الغربية، فيما تمركز البعض الآخر على تلال جبل الشيخ والسفوح المحيطة بها، إضافة إلى مناطق أخرى بالقرب من الحدود السورية الأردنية.
هذه النقاط تشمل مواقع ذات أهمية استراتيجية عالية، مثل الحرمون 1 والحرمون 2، التي تطلان مباشرة على العاصمة دمشق وضواحيها الغربية، بالإضافة إلى ثغرة بيت جن، الواقعة على سفوح جبل الشيخ في أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي، وتلة قرص النفل وكسارات جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي، والثكنة الـ74 وثكنة الجزيرة عند الحدود السورية الأردنية في حوض اليرموك، في ريف درعا الغربي. هذه المواقع الاستراتيجية تسلط الضوء على نية الاحتلال بترسيخ وجوده العسكري في المناطق التي تطل على العاصمة، مما يرفع من مستوى التهديدات للأمن الوطني السوري. لا يقتصر الأمر على النقاط العسكرية فقط، بل يشمل أيضًا توسيع الطرق الحربية عبر تجريف الأراضي الزراعية ومناطق محمية في ريف القنيطرة، تمهيدًا لإنشاء شبكة طرق حربية تربط بين القرى في الشمال وبين جبل الشيخ في الجنوب. هذه الخطوات تكشف عن سياسة إسرائيلية تهدف إلى إعادة رسم الجغرافيا العسكرية في الجنوب السوري، بما يعزز قبضتها على هذه المناطق.
هذا التوسع يعكس استراتيجيات الاحتلال للسيطرة على المواقع العسكرية والأراضي التي تعتبر ذات أهمية أمنية بالنسبة له.
إلى جانب ذلك، شرع الاحتلال في تجريف الأراضي الزراعية ومناطق محمية، تمهيداً لإنشاء طرق حربية تربط بين القرى في ريف القنيطرة ومدرجات جبل الشيخ. هذه الخطوات تتضمن تحركات إضافية تعكس محاولة لإعادة تشكيل الجغرافيا العسكرية في الجنوب السوري بما يتناسب مع مصالح الاحتلال.
وفي خطوة استفزازية، أطلق الجيش الإسرائيلي النار بشكل عشوائي على مناطق في ريف القنيطرة بعد اشتباهه في تحركات قرب شريط "فض الاشتباك"، مما يزيد من حدة التوترات العسكرية في المنطقة. تلك التحركات تأتي في وقت حساس، حيث يواصل الاحتلال تعزيز وجوده في التلال والمواقع الاستراتيجية داخل محافظة القنيطرة بعد استقدام تعزيزات جديدة، مستهدفاً المناطق التي كانت تحت السيطرة السورية حتى وقت قريب.
هذه التحركات العسكرية تضع دمشق في مواجهة تهديدات مباشرة تهدد سيادتها على الأراضي المحاذية لهذه النقاط، كما تعكس نوايا الاحتلال الإسرائيلي لإبقاء ضغطه العسكري مستمراً على المناطق السورية الجنوبية، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول عواقب هذا التصعيد على الوضع الأمني والاقتصادي في المنطقة.
ومع استمرار الاحتلال في تجريف الأراضي والتمركز في هذه المواقع الحساسة، يبدو أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز حضورها العسكري في جنوب سوريا، مما يطرح تحديات كبيرة على سوريا في التصدي لهذا التوسع العسكري المستمر.