21 كانون الاول , 2024

تصاعد المقاومة الفلسطينية وتكتيكات استثنائية في مواجهة الاحتلال

يستمر مشهد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بالتألق وسط تصاعد العمليات النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث سجلت الفصائل الفلسطينية إنجازات عسكرية وأمنية مميزة خلال الساعات الماضية

في ساحة مليئة بالتحديات، تتوهج المقاومة الفلسطينية كالشعلة التي لا تنطفئ، لتسجل يومًا بعد يوم إنجازات نوعية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أن الصمود هو خيارها الوحيد.

بين صوت الصواريخ الهادر وتكتيك الميدان، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تنفيذ سلسلة هجمات صاروخية مكثفة استهدفت تجمعات الاحتلال في محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة. وأفادت السرايا في بيان عسكري بأن مجاهديها أطلقوا صواريخ من نوع (107) باتجاه موقع قيادة وسيطرة تابع للعدو في المنطقة، ما دفع طائرة مروحية صهيونية للهبوط لإجلاء المصابين.

وفي مشهد آخر يعكس الإبداع التكتيكي، تمكنت السرايا من إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية كانت تقوم بمهمات استخبارية في سماء مدينة غزة ظهر الجمعة. وجاء هذا الإنجاز كجزء من سلسلة عمليات تهدف إلى إضعاف التفوق الجوي الإسرائيلي.

على وقع التحام السماء بالأرض، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد جديدة لاستهداف موقع "ماجين" العسكري شرق خان يونس بطائرة انتحارية من طراز "الزواري". وبدأت المشاهد بتحضيرات دقيقة للطائرة، وسط دعاء أحد المقاتلين بالتوفيق في تنفيذ المهمة، مما يعكس الجانب الروحي العميق للمقاومة.

وفي عملية استثنائية تعبر عن جرأة المقاتلين، نفذ مجاهد من القسام هجومًا مباشرًا على قناص صهيوني ومساعده من مسافة صفر في مخيم جباليا. ولم يكتفِ بذلك، بل تنكر بزي جنود الاحتلال ليصل إلى قوة مكونة من 6 جنود، حيث فجر نفسه بحزام ناسف، موقِعًا إصابات بين قتيل وجريح.

في رسالة أخرى تعكس إصرار المقاومة على التصدي لكل محاولات الاحتلال، أعلنت كتائب المجاهدين عن استهداف تجمع لجنود الاحتلال شرق مخيم البريج وسط القطاع باستخدام قذائف هاون عيار 80 ملم. وأكدت أن هذه العملية جاءت لتعطيل محاولات التقدم البري الإسرائيلي، وترسيخ معادلة جديدة على الأرض.

بين التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم، تُظهر العمليات المتتالية تطورًا لافتًا في أساليب المقاومة، التي تنوعت بين استخدام الصواريخ قصيرة المدى مثل "بدر1" و"107"، والطائرات الانتحارية، والكمائن الميدانية، واستهداف القوات البرية بقذائف مضادة للتحصينات وعمليات القنص.

هذه العمليات ليست مجرد ضربات عسكرية، بل هي رسائل صريحة تحمل توقيع المقاومة، تؤكد فيها على قدرتها على كسر منظومة الاحتلال الأمنية والعسكرية، وتعزيز معادلة الردع.

في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، تقف المقاومة الفلسطينية كحائط صدّ شامخ، مسلحة بإرادة صلبة واستراتيجيات مبتكرة. هذه العمليات النوعية تهدف إلى إفشال محاولات الاحتلال لإخضاع القطاع وإحكام السيطرة عليه.

وفي ظل هذا التصعيد، يتعاظم الدعم الشعبي للمقاومة التي تمثل درعًا وسيفًا لصمود الشعب الفلسطيني، لترسل رسالة واضحة: "الاحتلال لن ينعم بالأمن طالما استمرت اعتداءاته على الشعب الفلسطيني وأرضه."

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen