21 كانون الاول , 2024

طوفان صنعاء المليوني: جهاد مستمر ودعم لا يتوقف لغزة في وجه العدوان

في مشهد يعكس ثبات الشعب اليمني وإصراره، اجتاحت صنعاء مسيرات مليونية تحت شعار "مع غزة جهاد وتعبئة واستنفار وجاهزون لردع اي عدوان، معلنةً دعمًا متجددًا لفلسطين في مواجهة العدوان الإسرائيلي. المسيرات كانت تجسيدًا للقوة الشعبية التي لا تقهر، ولتحدٍ واضح في وجه الاحتلال، مؤكدة أن اليمن سيظل رأس الحربة في معركة الأمة ضد الظلم والاستبداد.

من قلب العاصمة اليمنية صنعاء، وفي مشهدٍ يعكس أسمى معاني الصمود والتحدي، ارتفعت رايات العزة والكرامة في مسيرات مليونية مهيبة اجتاحت ميدان السبعين، مجسدةً طوفانًا بشريًا هادرًا تحت شعار "مع غزة جهاد وتعبئة واستنفار.. وجاهزون لردع أي عدوان". جاء هذا المشهد المهيب استجابةً لنداء قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي دعا الشعب اليمني إلى الحضور المشرف لإعلان التحدي في وجه الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف خلفه من قوى الاستكبار العالمي.

ميدان السبعين، الذي غصّ بالملايين القادمين من كل حدب وصوب، شهد لحظة تاريخية أظهرت التفاف الشعب اليمني حول قضية الأمة المركزية، قضية فلسطين. في لوحة وطنية غنية بالدلالات، علت الأعلام الفلسطينية واليمنية جنبًا إلى جنب، وتزينت الأيادي برايات المقاومة، فيما حملت الحناجر هتافات هزّت أركان الاحتلال، وأكدت أن الشعب اليمني، رغم الجراح والحصار، لا يزال شامخًا كالجبل الراسخ، لا يلين ولا ينكسر.

وفي خضم هذا الحشد المليوني الذي بدا وكأنه طوفان من إرادة لا تُقهر، جاء إعلان القوات المسلحة اليمنية ليزيد المشهد تألقًا وقوة. ففي بيان عسكري قوي تلاه العميد يحيى سريع، أعلنت القوات المسلحة تنفيذ عمليتين نوعيتين، واحدة بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في العراق استهدفت مواقع حيوية للاحتلال جنوب فلسطين المحتلة، وأخرى استهدفت هدفًا عسكريًا في مدينة يافا المحتلة بطائرة مسيرة. وأكد البيان أن العمليات حققت أهدافها بنجاح، وأن القوات المسلحة جاهزة للرد على أي تصعيد إسرائيلي أو أمريكي بمزيد من العمليات النوعية التي ستجعل الاحتلال يدفع الثمن غاليًا.

المسيرات التي شهدتها صنعاء اليوم لم تكن إلا حلقة جديدة في سلسلة طوفان شعبي بدأ منذ أكثر من عام، مواكبًا لمعركة "طوفان الأقصى". فمنذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم، شهدت اليمن 62 مسيرة مليونية نصرة لغزة وفلسطين، لتؤكد للعالم أن اليمن، رغم كل المحن، يقف في الصفوف الأولى من معركة الأمة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

البيان الختامي للمسيرات حمل رسائل قوية للعالم بأسره، حيث أعلن تحديًا واضحًا وصريحًا للاحتلال الإسرائيلي وللولايات المتحدة، مؤكداً أن الشعب اليمني مستعد لتقديم أغلى التضحيات في هذه المعركة المقدسة التي يعتبرها شرفًا عظيمًا أمام الله والتاريخ. البيان استنكر الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والتي تواصلت بلا هوادة على مدار 441 يومًا من العدوان، محذرًا من أن مخططات الاحتلال التوسعية تهدد الأمة بأكملها، وأن التخاذل العربي والإسلامي لن يجلب سوى مزيد من الذل والهوان.

رسائل البيان لم تقف عند حدود الإدانة، بل تجاوزتها لدعوة الأمة الإسلامية إلى الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال، ومطالبة الشعوب والأنظمة بتغيير واقعها المهين واستعادة كرامتها من خلال الانخراط في معركة التحرير الكبرى. كما أشاد البيان بالبطولات الأسطورية التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة، مباركًا للكتائب المجاهدة ذكرى تأسيس حركة حماس ومشيدًا بسجلها المضيء بالتضحيات والانتصارات.

اليمن، الذي كان ولا يزال قلعة الصمود والعزة، يعلن اليوم بصوتٍ واحدٍ أن قضيته الأولى هي فلسطين، وأن دعمه لغزة ليس مجرد موقف عابر، بل عقيدة راسخة تسري في عروق أبنائه. ومع استمرار هذا الطوفان الشعبي والميداني، يثبت اليمن للعالم أجمع أنه الرقم الصعب في معادلة الصراع، وأنه، رغم كل التحديات، سيظل شوكة في حلق الاحتلال ومن يقف وراءه. هذه هي صنعاء اليوم، عاصمة الصمود، تُعلن للعالم أجمع أن طريق النصر يبدأ من هنا، من إرادة لا تنكسر، ومن شعبٍ أبى إلا أن يكون في طليعة معركة الأمة الكبرى.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen