20 كانون الاول , 2024

خطابُ السيّد القائد: قراءةٌ استراتيجيّة للصّراع مع المشروع الصّهيوأمريكي

قدم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه رؤية واضحة لدور اليمن في التصدي للاخطار الكبيرة حيث في الخطاب تركيز على المخططات الإسرائيلية المدعومة أمريكيا، خطاب عكس رؤية استراتيجية شاملة وموقف ثابت نابع من عمق الإيمان بعدالة القضية التي يدافع عنها في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي وفي قراءة عميقة للتحديات التي تواجه الامّة العربيّة والإسلاميّة.

في خطابه الأخير، لم يقتصر السيد عبدالملك الحوثي على شجب العدوان الإسرائيلي على سوريا، بل تقدم بتحليل شامل حول الأهداف الاستراتيجية لهذا العدوان.

فالسيد الحوثي يرى أن إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة، لا تتحرك بشكل عشوائي، بل وفق مخططات استراتيجية تهدف إلى تحقيق الهيمنة على المنطقة العربية.

أحد أبرز هذه المخططات التي أشار إليها السيد الحوثي هو مشروع ممر داوود الذي يسعى لربط الأراضي المحتلة في سوريا بالعراق عبر السيطرة على مناطق غنية بالموارد الطبيعية.

ويعتقد السيد القائد أن هذا المشروع يمثل طموحًا توسعيًا لإسرائيل في المنطقة، الذي يتجاوز الهيمنة الجغرافية إلى تدمير البنية العسكرية السورية.

وفي هذا السياق، وجه السيد الحوثي انتقادًا حادًا للموقف السوري، معتبرًا أن تقاعس الدولة السورية في حماية قدراتها العسكرية يجعلها عرضة للاستهداف الإسرائيلي.

كما أشار إلى أن الدعم الغربي، وبالأخص الأمريكي، هو من يعزز هذا العدوان الإسرائيلي ويشجعه.

وفيما يتعلق بالأمة العربية، سلط السيد الحوثي الضوء على التحديات التي تواجهها مصر، حيث حذر من أن الجيش المصري مهدد بالتعرض لما تعرض له الجيش السوري من تدمير، في حال تم إثارة الفوضى داخليًا،مؤكداً أن أي محاولة لاستهداف الجيش المصري ستكون بمثابة تهديد للأمن القومي العربي.

من خلال تحليله، يرى السيد القائد أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس معركة قصيرة الأمد، بل هو صراع تاريخي طويل الأمد اذ يؤكد أن الخلاص لهذه الأمة يتطلب زوال الكيان المؤقت الإسرائيلي، وأن هذا لا يتم إلا من خلال المقاومة الشعبية والعسكرية في مختلف الأقطار العربية.

السيد القائد دعا أيضًا إلى العودة للقرآن الكريم كمرجع أساسي لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن التمسك بالقيم الإسلامية يشكل الحصن المنيع في مواجهة الأعداء واستعادة كرامة الأمة.

كما أكد السيد القائد على أن اليمن أصبح لاعبًا رئيسيًا في محور المقاومة ضد المشروع الصهيوني، مشيرًا إلى العمليات العسكرية النوعية التي يقوم بها الجيش اليمني، والتي تشمل الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على أهداف استراتيجية في العمق الإسرائيلي.

وعلى الرغم من التصعيد الإسرائيلي، يؤكد السيد الحوثي أن الشعب اليمني مستمر في مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن التصعيد لن ينجح في تغيير الموقف اليمني الداعم للمقاومة.

وفي ختام خطابه، شدد السيد القائد على ضرورة الوحدة والتنسيق بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي، مؤكدًا أن مشروع المقاومة هو السبيل الوحيد لإفشال المخططات التي تهدف إلى تقسيم المنطقة.

الخطاب يعكس رؤية استراتيجية شاملة، ورسالة واضحة بأن المشروع الصهيوني، مهما بدا قويًا، هو في النهاية مؤقت وزائل

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen