20 كانون الاول , 2024

خروقات إسرائيلية متصاعدة لوقف إطلاق النار: تحدي الاحتلال وصمود المقاومة في جنوب لبنان

في خرق متواصل لوقف إطلاق النار، ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني سلسلة من الانتهاكات في مناطق عدة من جنوب لبنان، شملت تفجيرات وتوغلات عسكرية، هذه الخروقات التي وصلت إلى مئتي وخمسة وتسعين خرقا منذ بدء الاتفاق تأتي في وقت تتواصل فيه المقاومة الإسلامية في التزامها بمبادئها، مُظهرة استعدادها الكامل للدفاع عن الأرض والشعب.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي تحديه كل القوانين والمواثيق الدولية، مستمرا في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم يوم السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني ، متجاوزاً كل المعايير الأخلاقية والإنسانية. ورغم الخروقات المتواصلة من قبل الاحتلال، تثبت المقاومة الإسلامية قدرتها على الصمود ومواجهة التحديات، رافضةً الاستسلام لأساليب العدوان. هذه الخروقات التي تجاوزت الـ 259 انتهاكًا منذ بداية الاتفاق، تعكس حقيقة العدوان المستمر ضد الأرض والإنسان، في وقت تواصل فيه المقاومة تعزيز حضورها في الميدان، وتوجيه الرسائل السياسية والعسكرية التي تؤكد على استمرار الدفاع عن الأرض والكرامة.

خلال الاربعة وعشرين ساعة الماضية سجلت المنطقة الجنوبية للبنان أكثر من خرق لوقف إطلاق النار، حيث شن جيش الاحتلال سلسلة من التفجيرات في بلدة كفركلا والقرى المجاورة لها منفذا عمليات "نسف كبيرة" في البلدة  ما تسبب في اهتزاز الأرض ودمار واسع للمنازل والبنى التحتية. هذه التفجيرات لم تكن حادثًا عابرًا، بل جزءًا من تكتيك متعمد يهدف إلى الضغط على الأهالي الصامدين وتدمير حياة المدنيين، حيث تشير الأرقام إلى أن هذه التفجيرات أسفرت عن تدمير عدة منازل، ما يعكس حجم الانتهاك الذي يرتكبه الاحتلال بحق الشعب اللبناني.

هذا و يستمر العدو الإسرائيلي في تصعيد عمليات التوغل في الأراضي اللبنانية، مستغلًا وقف إطلاق النار ففي بلدة بني حيان تم رصد تحركات دبابات "ميركافا" وناقلات الجند، التي تواصل الانتشار داخل البلدة وقد شهدت المنطقة عمليات تجريف واسعة في محيط البلدة وفي محيط مسجدها، وهو ما يعكس سياسة الاحتلال في محو أي آثار للبنية التحتية اللبنانية، وإلحاق ضرر بالغ بممتلكات السكان بالاضافة الى عمليات تفجير جديدة في مناطق مختلفة مثل كفركلا، طير حرفا، علما الشعب، وبلدة مارون الراس.

لم تقتصر الخروقات على الأرض فقط، بل امتدت لتشمل المجال الجوي اللبناني، حيث قامت الطائرات المسيرة الإسرائيلية بالتحليق في سماء منطقة صور والعاصمة بيروت منذ الساعات الأولى من صباح يوم امس الخميس.

رغم المناشدات المتواصلة من الحكومة اللبنانية ومؤسساتها، بما في ذلك دعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، تواصل الخروقات الإسرائيلية في المنطقة، ما يعكس استخفاف العدو بتلك المناشدات. ووفقًا للإحصائيات  فإن هذه الخروقات ارتفعت إلى 259 خرقًا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، حاصدا ارواح 30 شخصًا وإصابة 37 آخرين.

على الرغم من الخروقات المتواصلة والتصعيد الإسرائيلي في جميع المجالات، يواصل حزب الله التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، مدرك تمامًا أن الهدف من هذه الخروقات هو دفع المقاومة للرد العسكري. لكن في المقابل، تُظهر المقاومة مرونة سياسية وعسكرية في التعامل مع هذه الخروقات، متبنية سياسة ضبط النفس في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى التصدي للعدوان في الوقت والمكان المناسبين. وبالرغم من الانتهاكات المستمرة، لا يزال حزب الله يلتزم بالهدوء العسكري حتى الآن، مؤكدًا أن الخيار العسكري لن يكون إلا في اللحظة التي تفرضها الخروقات الإسرائيلية.

ورغم محاولات العدو لاختراق هذا الهدوء العسكري، يظل لبنان، بكل مكوناته، صامدًا في مقاومته، رافضًا أن يكون ضحية لعدوان لا يعترف بالحدود ولا بالاتفاقات الدولية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen