19 كانون الاول , 2024

تصريحاتٌ أمريكيّة تعكسُ العجز: البحر الأحمر ساحة لانتصارات اليمن

وسط تحوّلات كبرى تشهدها المنطقة، جاءت تصريحات قائد الأسطول الأمريكي الخامس لتكشف عن حجم الأزمة التي تواجهها الولايات المتحدة في البحر الأحمر ومحيطه. تصريحاتٌ تعكس إدراكًا متأخرًا للتغيرات التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية والتي أصبحت اليوم قوة فاعلة قادرة على قلب موازين القوى في الممر المائي الهامّ.

تصريحات الأدميرال قائد الأسطول الأمريكي الخامس تسلط الضوء على حجم التحديات التي تواجه واشنطن في هذه المنطقة الحيوية، مع تنامي قدرات القوات المسلحة اليمنية، الذين أصبحوا يشكلون تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية والغربية.

التصريحات تعكس قلقًا أمريكيًا واضحًا بشأن السيطرة على هذا الممر المائي، في ظل عجزها عن إيقاف الهجمات أو تحييد القدرات العسكرية اليمنية التي أثبتت قدرتها على استهداف السفن الحربية والمنشآت البحرية بدقة وفعالية.

الأدميرال أقرّ بأن الجيش الأمريكي يواجه تحديات كبيرة على صعيد تحديث وصيانة السفن، مما يؤثر على جهوزية الأسطول في مواجهة تهديدات متزايدة من قبل اليمن وحلفائه.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الأدميرال إلى أن قواعد الاشتباك الحالية غير كافية للتعامل مع التحدي المتصاعد، وأن الردود الحالية ترقيعية ولا تعالج أصل المشكلة.

هذا التصريح يعكس إدراكًا بأنّ واشنطن لا تمتلك القدرة الكاملة لشن هجوم واسع النطاق ضد اليمن، خوفًا من التورط في هزيمة قد تكون كارثية.

الأدميرال ألمح إلى أن السيناريوهات المستقبلية قد تتضمن تحالفًا دوليًا أو إقليميًا للتعامل مع هذه التحديات، لكن هذه الخيارات لا تخلو من المخاطر، خاصة في ظل تصاعد قدرات الدفاع والهجوم اليمنية، وتنامي تأثيرها الإقليمي.

كما أن استخدام الوكلاء المحليين مثل السعودية والإمارات أو تحريك عملاء إقليميين قد يكون ضمن الأدوات الأمريكية، إلا أن ذلك قد يزيد من تعقيد المشهد ويدفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد.

التصريحات في مجملها تكشف عن معادلة جديدة تتشكل في البحر الأحمر ومحيطه، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية غير قابلة للتحدي،  بل أصبحت القوى الإقليمية، بقيادة اليمن، قادرة على فرض توازن ردعي يُعيد تشكيل الحسابات الاستراتيجية في المنطقة، مع تأثيرات قد تمتد إلى المحيط الهندي والخليج العربي، مما يجعل الخيارات أمام واشنطن وحلفائها أكثر تعقيدًا وأقل فعالية.

القوات المسلحة اليمنية اليوم تكتب فصلاً جديدًا في تاريخ المنطقة، حيث تقف في وجه أعظم قوة عسكرية في العالم، فارضة معادلة ردع جديدة تتجاوز البحر الأحمر إلى الخليج العربي والمحيط الهندي. ومع كل ضربة نوعية تنفذها، تتآكل الهيمنة الأمريكية أكثر، ما يجعل السؤال الآن: هل نشهد بداية عصر جديد من التوازن الإقليمي بفضل صمود اليمن وشعبه.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen