مسلسل الابادة الغزّي لا ينقطع.. 50 شهيداً يومياً متوسّط القتل
يتواصل مسلسل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الغزيين، فخمسون شهيداً هو متوسط القتل يومياً في القطاع، فيما لا يزال مشروع صفقة التهدئة في قطاع غزة يراوح مكانه، وسط إطالة أمد التفاوض، ومحاولة إسرائيل فرض حالة من السرية على تفاصيل تلك المفاوضات.
تشير المشاهد التي يصوّرها الأهالي، وتلك التي ينشرها جيش الاحتلال، من مخيم جباليا وشمال قطاع غزة، إلى دمار شامل، كما لو أن المنطقة قُصفت بقنبلة نووية، إذ تحوّلت أكثر مخيمات القطاع وأحيائه اكتظاظاً بالسكان، إلى أكوام من الركام، لا تكاد ترى فيها منزلاً واحداً قائماً على أعمدته، بينما تنتشر جثامين الشهداء التي تنهشها الكلاب في الشوارع.
ومن وسط مدينة غزة حيث يمكن للأهالي النازحين في الخيام النظر إلى أقصى شمال القطاع، تتكرر المشاهد نفسها منذ أسابيع طويلة، غارات عنيفة تطلق أقماعاً من الرماد، وسحابة سوداء كبيرة لا تفارق الأجواء.
ووسط ذلك كله، تتواصل جريمة الإبادة بحق كل مَن يتحرك، إذ ارتكب جيش الاحتلال، أمس، أربع مجازر جماعية راح ضحيتها أكثر من 40 مواطناً.
في السياق الاحتلال يقتل الغزيين عطشاً، فلا بديل من المياه السامة، حيث أغلقت محطة الياسين، وهي أكبر محطة لتحلية المياه في شمال قطاع غزة، أبوابها، نتيجة استمرار سياسة الاحتلال الإسرائيلي بمنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية، ما أدى إلى تفاقم أزمة مياه الشرب، والتي يعاني منها أكثر من 450 ألف فلسطيني في تلك المنطقة. كما أسفر الإغلاق القسري للمحطة عن زيادة الضغط على المحطات الأقل حجماً وإنتاجاً للمياه، ما أجبر عدداً منها على إغلاق أبوابها أيضاً.
وعليه، بات السكان يلجؤون إلى استخدام مياه الآبار ذات الملوحة العالية وغير المفلترة، ما يُخاطر بتعرضهم لمخاطر صحية جسيمة. ومنذ الخامس من تشرين الأول الماضي، عمد الجيش الإسرائيلي، أثناء اجتياحه البري الرابع منذ بداية الحرب لبلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع، إلى قطع الغذاء والماء والوقود عن السكان، ما تسبّب في مجاعة قاسية وأزمة عطش شديدة تهدد حياتهم.
هكذا، تشبه الأحداث التي تتكرّر بشكل اعتيادي في قطاع غزة فيلم رعب، يقتل فيه جيش الاحتلال يومياً ما متوسطه 50 فلسطينياً. وفيما تمارس حكومة العدو المزيد من المماطلة في إبرام صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لا يجد من يُقتلون يومياً سوى الصراخ: الوقت من دم.