العمليات اليمنيّة...كابوسٌ يؤرق الكيان الصهيوني
في الوقت الذي تواصل فيه اليمن تعزيز مكانتها كقوة محورية في محور المقاومة، يجد الاحتلال الإسرائيلي نفسه أمام معضلة استراتيجية لا يمكنه التخلص منها، فبفضل قدراته العسكرية المتطورة أصبح اليمن يشكل تهديداً حقيقياً للكيان الصهيوني، ما دفع وسائل الإعلام الإسرائيلية والدوائر العسكرية إلى الحديث عن تزايد المخاوف من تصاعد العمليات اليمنية.
في خضم المعركة التاريخية التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، تبرز اليمن كعنصر محوري في مقاومة الهيمنة الصهيونية، ما يجعلها تشكل تهديداً استراتيجياً جدياً للعدو الإسرائيلي.
في سياق التصعيد العسكري الممنهج ضد غزة، يعد الموقف اليمني بمثابة تحدٍ معقد للكيان الصهيوني. لم تنجح فيه الغارات الإسرائيلية المتكررة، سواء المباشرة على الأراضي اليمنية أو عبر تحالفاتها الغربية، في كسر شوكة اليمن أو دفعه للتراجع عن استراتيجيته الثابتة في دعم فلسطين. فمن خلال إطلاق صواريخ "ذوالفقار" والطائرات المسيّرة، استمر اليمن في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية، مؤكدًا من خلال هذه العمليات النوعية أن أي تهديدات لن تثني الشعب اليمني عن استكمال مسيرته في الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
يواجه الكيان الصهيوني أزمة استراتيجية حقيقية في التعامل مع اليمن فالتكتيكات العسكرية التقليدية، التي تركز على الغارات الجوية، فشلت فشلاً ذريعاً في ردع الجبهة اليمنية إذ تستمر العمليات اليمنية دون أن تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في هذا السياق. وقد أكد عدد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين، في تصريحات لصحف كـ"يديعوت أحرونوت"، أن الهجمات التي شنتها إسرائيل على مواقع يمنية لم تؤد إلى تحييد قدرات اليمن الهجومية أو الحد من عمليات الدعم للمقاومة الفلسطينية، ما يعني أن إسرائيل تجد نفسها أمام جبهة مقاومة معقدة، يصعب التنبؤ بتداعياتها.
التصعيد المستمر من قبل اليمن في دعم غزة يسلط الضوء على تحول جوهري في ديناميكيات المواجهة مع إسرائيل. فقد أظهرت التجارب الأخيرة أن لا شيء يمكن أن يوقف تدفق الدعم اليمني، سواء عبر الهجمات بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة، والتي أثبتت فاعليتها في ضرب المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية. إن تصعيد العمليات العسكرية اليمنية ليس مجرد رد فعل على الهجمات الإسرائيلية، بل هو إعلان عن انخراط اليمن الكامل في محور المقاومة، الذي يتجاوز حدود الجغرافيا ويتحدى التحالفات الدولية القائمة. اليمن، بذلك، يقف في وجه المعادلة الإسرائيلية الدولية، مُهددًا نظرية التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
إن فشل الاحتلال الإسرائيلي في لجم القوة العسكرية اليمنية، ونجاح اليمن في تعزيز قدراته الهجومية، يبرهن على أن اليمن لا يزال يمثل تحديًا استراتيجيًا معقدًا للكيان الصهيوني. على الرغم من محاولات التحالف الغربي إضعاف الجبهة اليمنية، إلا أن الإرادة اليمنية في دعم فلسطين قد أصبحت قوة لا يستهان بها، وتشكّل عنصرًا محوريًا في معادلة الرد على الاحتلال. استمرار العمليات اليمنية وتوسعها يشير إلى أن اليمن قد تجاوز مرحلة الاحتواء، وأصبح قوة فاعلة في دعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة.
اليمن، بقدراته العسكرية المتجددة وعزيمته الوطنية الراسخة، يواصل تحدي إسرائيل في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الدولية والإقليمية. سيظل اليمن، كما كان في الماضي، حجر الزاوية في مقاومة الاحتلال، ومثالًا يحتذى به في إصرار الشعوب على الدفاع عن حقوقها مهما كانت التضحيات.