اليمنُ الاستثنائي في الحُضور ونُصرة الحقّ
انفرد اليمن في المشهد الاسبوعي والخروج المليونيّ في الساحات فذ زمن الخنوع والخضوع ابى الا أن يكون نصيراً للحق في وجه الباطل فكان شعب الإيمان والحكمة في طليعة الشعوب التي تمسكت بهويّتها الايمانية والقضية الفلسطينية دون أن تزعزعها الضّغوطات ولا المتغيّرات.
لطالما انحاز شعب اليمن للحق يوجه الباطل بغض النظر عن الأثمان التي يدفعونها فكانوا المناصرين الأوائل للقضية الفلسطينية ومظلوميّة الشعب الفلسطيني حتى كانت معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، كما سماها قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي إسنادًا لمعركة طوفان الأقصى.
ورغم الانحرافات التي سادت الأمة والتي لم يكن الشعب اليمني بمنأى عن تبعاتها وتأثيرها بل واجه اليمنيون الكثير من الضغوط والحروب والاقصاء والتهميش الا انه ظل ثابتا في حضوره وتمسّكه بقضايا أمته على رأسها القضية الفلسطينية.
فاليمن الاستثنائيّ أبهر بحضوره كل العالم والصديق قبل العدو، فمنذ ظهرت قضية فلسطين ظهر الموقف اليمني مسانداً قويا لفلسطين ومتمسكا بها على المستوى الشعبيّ والرسميّ في تجسيدٍ ملموس لحالة الارتباط والتماهي بين هذا الشعب الأصيل وقيادته بكل الطرق والوسائل المتاحة انتصاراً لمظلومية فلسطين.
لقد بقيت القضية الفلسطينية بالنسبة للشعب اليمني نابضة في وجدانه وعندما سنحت له الفرصة للتعبير عنها كان ما رأيناه وما نشاهده اليوم ، يقف اليمن بكل اعتزاز مفاخراً بنصرته لفلسطين متوعدا للصهاينة يملأ الساحات كل جمعة ويقصف بالصواريخ وبالطائرات المسيرة ويهدد ويفعل في المياه الإقليمية وفي باب المندب.
يؤكد اليمنيون بخروجهم المليوني الكبير والملفت في ميدان السبعين، وفي بقية المحافظات عن ثباتهم على الموقف والاستمرار فيه مهما كان حجم المواجهة ومهما كانت النتائج، كيف لا وهم شعب التضحيات والوفاء، وأحفاد الأنصار والفاتحين، وحملة راية الجهاد في سبيل الله، التي رفعها آباؤهم وأجدادهم منذ فجر الدعوة حتى أوصلوا الإسلام إلى كل أرجاء المعمورة.
وحتى اليوم ما زال الشعب اليمني يواصل نصرته لفلسطين حتى ينتهي العدوان على غزة وعلى أبناء فلسطين وسيبقى اليمن السند الوفي لفلسطين حتى تتحرر أرض فلسطين من براثن اليهود المحتلين.