الضفة الغربية: معقل الصمود والمقاومة في مواجهة مخططات الاحتلال
في قلب الضفة الغربية، تتسارع العمليات النوعية وتتنوع أساليب التصدي بين الاشتباكات المسلحة، وتفجير العبوات الناسفة، ورشق الحجارة، وصولاً إلى عمليات إطلاق النار التي تستهدف جنود الاحتلال ومستوطنيه، عمليات يثبت فيها الفلسطينيون أن مقاومة الاحتلال هي الخيار الوحيد الذي لا بديل له، وأن الضفة الغربية ستظل قلعة من قلاع الدفاع عن القدس وغزة، وحائطًا صلبًا أمام المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
تتسارع وتيرة المقاومة في الضفة الغربية، التي أصبحت في الآونة الأخيرة مركزًا للاحتجاجات المسلحة والعمليات النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لتشكل حلقة جديدة من معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت من غزة في أكتوبر 2023. في خضم هذا التصعيد، لا تزال الضفة تقدم نموذجًا من الصمود والتحدي في وجه محاولات الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض، من خلال التوسع الاستيطاني وتهويد الأراضي. تتنوع أشكال المقاومة في الضفة بين الاشتباكات المسلحة، عمليات إطلاق النار، تفجيرات العبوات الناسفة، وإلقاء الحجارة، حيث يتعاون فيها الشعب الفلسطيني من جميع الفئات والأعمار في مواجهة قوات الاحتلال.
ف في الساعات الأربع والعشرين الماضية، استمرت المقاومة في الضفة الغربية في تصعيد عملياتها، حيث شهدت المنطقة 30 عملية مقاومة متنوعة، كانت هذه العمليات بمثابة تأكيد جديد على قدرة المقاومة في الضفة الغربية على مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وهي تحمل في طياتها رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني مصمم على الاستمرار في مقاومته حتى تحقيق أهدافه.
من بين أبرز العمليات التي تم تنفيذها في هذه الفترة، تصدرت عملية إطلاق النار التي استهدفت حافلة للمستوطنين قرب حاجز النفق في بيت لحم، حيث أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين. كما تخلل هذه العمليات اشتباكات مسلحة في عدة مناطق مثل نابلس وجنين، حيث تم إطلاق النار على قوات الاحتلال وإلقاء عبوات ناسفة. وفي نابلس، كان مخيم بلاطة ومخيم العين مسرحًا لاحتكاكات مسلحة بين المقاومة وقوات الاحتلال، ما أسفر عن مواجهات عنيفة.
في جنين، تصاعدت الاشتباكات في بلدة قباطية، حيث تم تفجير عبوات ناسفة واستهداف قوات الاحتلال. كذلك في قلقيلية، اندلعت اشتباكات مسلحة خلال اقتحام الاحتلال للمدينة، وفي طولكرم، شهدت بلدة قفين تفجير عبوات ناسفة أيضًا في مواجهة القوات الإسرائيلية.
كما تواصلت عمليات التصدي للمستوطنين في مناطق متعددة، حيث تم تحطيم مركبات للمستوطنين في بيت لحم، وإلقاء الزجاجات الحارقة على مستوطنة بيت إيل في رام الله. كما شهدت مناطق أخرى في الضفة الغربية مواجهات ورشق حجارة في مناطق مثل بورين وزعترة ومادما، مما يعكس استمرار المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال.
أما في القدس، فقد شهدت منطقة أبو ديس مواجهات شعبية مع قوات الاحتلال، حيث استخدم المتظاهرون الحجارة في مقاومة اقتحامات الاحتلال. وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لفرض الأمن الإسرائيلي في الضفة الغربية، فإن مقاومة الشعب الفلسطيني لم تتوقف، حيث نجح الفلسطينيون في تكثيف عملياتهم ضد الاحتلال.
وفي السياق ذاته، بارك الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" في تغريدة عبر قناته على التليغرام العملية البطولية التي نفذها أحد أفراد الشعب الفلسطيني في القدس، مؤكدًا أهمية تكثيف العمليات في الضفة الغربية. وقد دعا "أبو عبيدة" شباب المقاومة في الضفة إلى تكثيف عملياتهم ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، دعمًا لغزة وإفشالًا للمخططات الإسرائيلية التي تسعى لضم الضفة الغربية وفرض وقائع جديدة على الأرض.
الحصيلة النهائية للعمليات في الساعات الماضية سجلت مقتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين، فضلاً عن عدد كبير من العمليات التي شملت إطلاق نار، اشتباكات مسلحة، تفجيرات عبوات ناسفة، وإلقاء حجارة وزجاجات حارقة. في هذه العمليات، كانت الضفة الغربية مرة أخرى شاهدة على وحدة المقاومة بمختلف أطيافها، ورفضها المستمر للاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله، لتثبت بذلك أن القضية الفلسطينية حية وأن المقاومة مستمرة بكل قوة.
تواصل الضفة الغربية تقديم مشهد مليء بالعزم والإرادة، يؤكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد نحو الحرية والانتصار، وأن الاحتلال لا بد وأن يرحل عن هذه الأرض.