خطاب التحول الاستراتيجي:السيد القائد يرسم معادلات جديدة للمقاومة والوحدة الإقليمية
في خطاب استثنائي، غاص السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في عمق التحولات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة، متجاوزاً حدود الكلمات التقليدية ليضع رؤية استراتيجية تربط الحاضر بالمستقبل، وتجمع بين ساحات المقاومة تحت مظلة واحدة من التحدي والصمود، خطاب يحمل معاني تجاوزت حدود المواجهة العسكرية، ليؤسس لمرحلة جديدة تُكتب بمداد الإرادة والوعي الشعبي، حيث تتداخل معادلات الردع الإقليمي مع قضايا الأمة المصيرية، في مشهد يعيد تشكيل ميزان القوى ويضع الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي أمام استحقاقات لم يألفها من قبل.
في زمن تتشابك فيه التحديات وتتعاظم فيه المواجهات على المستويات السياسية والعسكرية، جاء خطاب السيد عبد الملك الحوثي ليحمل أبعادًا استراتيجية عميقة، تُعيد رسم معادلات المعركة في المنطقة. لم تكن كلماته مجرد تأكيد على مواقف تقليدية، بل جسدت نهجًا شاملاً للمقاومة، ودعوة صريحة لوحدة الصف الإقليمي في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية. بأسلوبه المتزن، تناول القائد قضايا مفصلية تتعلق بفلسطين وسوريا ولبنان واليمن، مؤكدًا أن مصير شعوب المنطقة مترابط وأن معركة التحرر والاستقلال باتت خيارًا لا رجعة فيه. ومع تسليطه الضوء على التحركات الأمريكية في المنطقة، وموقف سوريا كجزء لا يتجزأ من محور المقاومة، قدم السيد القائد الحوثي رؤية متكاملة للمرحلة المقبلة، داعيًا إلى تعزيز الجهود وتوسيع جبهات المواجهة.
السيد القائد أكد أن ميزان القوى في المنطقة يشهد تحولاً جذرياً، حيث لم تعد إسرائيل وأمريكا قادرتين على فرض هيمنتهما دون مواجهة ردود فعل قوية من محور المقاومة. وأوضح أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة يعكس أزمة وجودية تعاني منها إسرائيل، التي أصبحت في موقع الدفاع بعد عقود من التوسع.
في هذا السياق، شدد السيد القائد على أن اليمن بات يمتلك قدرات هجومية متطورة، تتيح له ضرب أهداف استراتيجية للعدو الإسرائيلي والأمريكي، سواء في البحر أو البر مؤكدا أن القوات المسلحة اليمنية في حالة جاهزية تامة للرد على أي تهديد يمس المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية، ما يعزز معادلة الردع الإقليمي الجديدة.
أبرز المحاور التي ركز عليها السيد القائد هي وحدة المصير بين ساحات المقاومة في غزة ولبنان وسوريا واليمن مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي والأمريكي لا يستهدف فلسطين وحدها، بل يشكل تهديداً وجودياً للمنطقة بأسرها.
وفيما يتعلق بسوريا، أشاد السيد القائد بصمود الشعب السوري وقيادته في وجه المخططات الأمريكية والإسرائيلية مؤكدا أن سوريا، رغم المعاناة التي تعرضت لها جراء الحرب، لا تزال ركيزة أساسية في محور المقاومة، وعمقاً استراتيجياً لا يمكن الاستغناء عنه داعيا إلى دعم سوريا في مسارها نحو التعافي السياسي والاقتصادي، معتبراً أن قوتها تصب في مصلحة تعزيز محور المقاومة ككل.
اليمن، بحسب السيد القائد، لم يعد مجرد داعم للمقاومة الفلسطينية واللبنانية بل أصبح لاعباً رئيسياً في المعركة ضد الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية. وأكد أن أي تحركات معادية في البحر الأحمر أو باب المندب ستواجه برد قاسٍ من القوات اليمنية، مشيراً إلى أن اليمن يملك اليوم أدوات الردع التي تجعله رقماً صعباً في معادلة الصراع الإقليمي.
ركز السيد الحوثي على أهمية استنهاض الشعوب الإسلامية لمواجهة مشاريع الهيمنة، مؤكداً أن المعركة ليست فقط عسكرية بل هي معركة وعي وإرادة شعبية. ودعا إلى تكثيف الدعم الشعبي لفلسطين وسوريا ولبنان، مشدداً على أن وحدة الصف الإسلامي ضرورية لنجاح محور المقاومة.
تناول الخطاب البعد الإنساني للقضية الفلسطينية، واعتبر أن دعم الشعب الفلسطيني واجب أخلاقي وإنساني، إلى جانب كونه التزاماً دينياً وسياسياً. وأشاد بصمود غزة التي تواجه واحدة من أشد الحروب ضراوة، مؤكداً أن هذا الصمود يشكل نقطة تحول تاريخية ستعيد تشكيل طبيعة المعركة مع الاحتلال.
خطاب حمل دلالات عدة ابرزها معادلات الردع الجديدة حيث ان محور المقاومة بات يمتلك أدوات هجومية قادرة على تهديد الكيان الإسرائيلي والمصالح الأمريكية في المنطقة، ما يضع الاحتلال أمام تحديات غير مسبوقة.
وتكامل الساحات الإقليمية من خلال الإشادة بدور سوريا ولبنان واليمن تعكس استراتيجية شاملة لتوحيد الجبهات ضد الاحتلال، بما يعزز قوة محور المقاومة.
مركزا على دور اليمن المحوري بحيث ان اليمن لم يعد مجرد داعم للمقاومة بل أصبح جزءاً فاعلاً في معادلة الصراع، مع جاهزية عسكرية لمواجهة أي تصعيد.
واهمية تعزيز الوعي الشعبي من خلال الدعوة لتكثيف التضامن الشعبي مع فلسطين وسوريا ولبنان تؤكد أن المقاومة ليست فقط عسكرية بل هي إرادة شعبية.
في ختام الخطاب، وجه السيد القائد نداءً للأمة الإسلامية دعا فيه إلى تجاوز الخلافات الطائفية والسياسية والتوحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية مؤكدا أن المرحلة الراهنة تتطلب استنهاض الطاقات، مشدداً على أن صمود غزة وسوريا ولبنان يشكل أساساً لانتصار الأمة في معركتها ضد مشاريع الاستكبار.