معادلة صنعاء الثّابتة بوجهِ المتغيّرات: لستم وحدكم
حافظت صنعاء وقواتها المسلحة رغم المتغيّرات الّتي طرأت على المشهد الاقليمي على موقفها من نصرة غزة والمقاومة الفلسطينية ، فارضةً معادلتها الصّعبة في هذه المُواجهة.
لا تُعير صنعاء أيّ اهتمامٍ للتّهديدات الصّهيونيّة بل تمضي نحو هدفها في نصرة المظلومين.
وتستمرّ في تكثيف هجماتها في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي عاصمة كيان الاحتلال، غير عابئة بتلك التهديدات، وأيضا بما تشهده الساحة من متغيّرات ، مُسقطة رهانات الأمريكي ومحاولاته فصل وتفكيك وحدة الساحات..
فشعار لستم وحدكم كان فعلاً قبل أن يكون قولاً ، وخلال الأسبوعين الماضيين كثف اليمن من عملياته العسكرية ضد في عمق الأراضي المحتلة، ضرب خلالها أهدافا إسرائيلية وكذلك في البحرين الأحمر والعربي، واستهداف بوارج وسفن إمداد عسكرية للقوات البحرية الأمريكية، في خطوة وصفها محللون بالجرأة الصادمة.
اليمن الذي يؤكد بموقفه الثابت استمراره في الوقوف مع غزة، ينتصر لمظلوميةِ الشعب الفلسطينيِّ، ويرد على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ عليه في آنٍ واحد..
وبمقدار ما يشير هذا الاستمرار من قبل قوات اليمن المسلحة في تنفيذ العمليات العسكرية ضد كل من أمريكا وإسرائيل برا وبحرا، ورغم كل تلك المتغيرات والتحديات، من ثبات لصنعاء في موقفها المقاوم والمساند لغزة، مهما كانت التداعيات التي قد تنتج عن ذلك، فإن تمكن أسلحتها من الوصول إلى أهدافها متجاوزة كل الدفاعات والرادارات، يشير من جهة ثانية إلى التطور المستمر في القدرات العسكرية والتسليحية والتكتيكية لهذه القوات، ومدى قدرتها على توجيه ضربات قوية وموجعة لكل من أمريكا وإسرائيل في البر والبحر، في حال شنهما لعدوان جديد على اليمن.
وكان المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، وهو معهد أمريكي، قد سلط الضوء على تطور هجمات القوات المسلحة اليمنية على الملاحة الإسرائيلية، وعلى السفن الحربية الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، على مدى عام كامل، منذ بدء هذه العمليات، حيث تناول في بحث مطول تطور استراتيجية قوات صنعاء خلال تلك الفترة، وخاصة فيما يتصل بمعايير الاستهداف والنطاق الجغرافي وأنظمة الأسلحة المستخدمة.
وقال المعهد إن ترسانة اليمن تستمر في التطور والتوسع في الوقت التي تحتاج فيه العواصم الغربية إلى إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه الجماعة مؤكدا فشل الاستجابات العسكرية الغربية، في تحجيم قدرات قوات اليمن المسلحة أو الحد من هجماتها البحرية.
هي معادلة صعبة ومعقّدة ميّزت جبهة اليمن في عملياتها الاسناديّة لغزّة وجعلتها استثناءً في المواجهة فهي من جهة آلمت الكيان ومن جهة أخرى هشّمت صورة الولايات المتحدة الأمريكية، لتبقى جبهة عصيّة على التغيّر وتفوق تأثيراتها كل التوقّعات.