10 كانون الاول , 2024

المقاومة الفلسطينية تضرب حصون الاحتلال في نتساريم وقلبه العسكري

في كل زاوية من قطاع غزة، وفي قلب الضفة الغربية، تزداد صلابة المقاومة الفلسطينية يوماً بعد يوم، وتكتب بأحرف من نور قصة جديدة من التضحية والعزيمة. فالاحتلال، الذي لم يقدر على إخماد صوت الحق، يواجه بأيدي مجاهدي فلسطين قوةً لا تنكسر، وعزيمة لا تهدأ، إنها مقاومة تتجسد في كل رشقة صاروخ، وفي كل اشتباك، وفي كل عملية نوعية، لتؤكد للعالم أن هذا الشعب الذي لا يعرف الخنوع سيبقى يخطط، يناضل، ويقاوم حتى تتحقق العدالة ويزول الاحتلال.

في قلب الأرض التي لا تنكسر، حيث يواجه الاحتلال بكل جبروته إرادة شعبٍ لا يعرف الاستسلام، تواصل المقاومة الفلسطينية كتابة فصولٍ جديدة من الصمود والبطولة. هذا الشعب الذي يتنفس الحرية من بين أنقاض الحرب، يجد في كل عملية مقاومة سطراً جديداً من مقاومته المستمرة ضد آلة الاحتلال الإسرائيلي. هي عمليات ليست مجرد ردود فعل، بل هي تجسيد لإرادة شعبٍ قرر أن يعيد تشكيل المعادلات، ويبعث برسائلٍ قوية تؤكد أن الطريق إلى التحرير محفوفٌ بالتضحيات، ولكنه مليء بالعزيمة والإصرار.

في خضم التصعيد المستمر وتحت وطأة المعاناة، تواصل المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات هجومية نوعية تضرب عمق الاحتلال الإسرائيلي، مترجمة بذلك إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود والمقاومة حيث شكّل هجوم مشترك من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ولواء العامودي في كتائب شهداء الأقصى، ضربة قاسية للاحتلال من خلال استهداف مقر قيادة وسيطرة للاحتلال في محيط "المستشفى التركي" بمنطقة نتساريم، باستخدام صواريخ من نوع 107. هذه الضربة لم تكن مجرد رد فعل، بل كانت رسالة قوية بأن المقاومة لا تزال قادرة على تحريك الأرض تحت أقدام الاحتلال رغم كل محاولات التضييق والبطش.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل امتد التصعيد لتشمل العمليات في محور نتساريم، حيث تمكنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى من استهداف مرابض المدفعية الثقيلة "الهاوتزر" بواسطة قذائف هاون ثقيلة، مشيرة إلى تطور تكتيك العمليات الفلسطينية الذي يجمع بين القوة والذكاء في استهداف بنية الاحتلال العسكرية. لم يكن هذا الهجوم مجرد استهداف لآليات الاحتلال، بل كان تهديدًا متواصلًا للآلات العسكرية التي تعتقد إسرائيل أن بإمكانها أن تشلّ فاعلية المقاومة.

وفي الضفة الغربية، كانت معركة قلقيلية خير مثال على عنفوان المقاومة وتصديها لمحاولات الاحتلال المتكررة لاقتحام المدن. حيث نشبت اشتباكات ضارية بين مقاتلي المقاومة وجنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة، في مشهدٍ يعكس إرادة فلسطينية فولاذية لا تعرف الاستسلام أو التراجع. هذا التنسيق الميداني المحكم بين فصائل المقاومة يعكس انصهارًا كاملًا في بوتقة واحدة تحت لواء الدفاع عن الأرض والكرامة، معززين القدرة على خوض اشتباكات ضارية تتجاوز حدود الواقع العسكري التقليدي.

القدرة على التفوق على تقنيات الاحتلال العسكرية كانت حاضرة في سماء خان يونس، حيث نجحت سرايا القدس في تحييد طائرة انتحارية تابعة للاحتلال، كانت تهدف لتنفيذ مهمات هجومية، ليعكس هذا الانتصار قدرتها الفائقة في التصدي لأحدث الأدوات العسكرية التي يمتلكها العدو. هذا التفاعل السريع مع تهديدات الاحتلال يظهر مستوى متقدمًا في التنسيق والجهوزية القتالية.

وختامًا، في رفح، سطّرت المقاومة فصلًا جديدًا في معركة الكرامة عندما فجّرت آلية عسكرية إسرائيلية من نوع "نمر" في حي الجنينة، لتسجل بذلك ضربة قاصمة لآليات الاحتلال المدرعة التي ظنّوا أن بمقدورها أن تكون حاجزًا منيعا أمام صواريخ وقذائف المقاومة. كل هذه العمليات تؤكد حقيقة واحدة: أن المقاومة الفلسطينية ليست مجرد رد فعل، بل هي استراتيجية متكاملة تتجسد في عمليات هجومية فائقة التميز، تقلب معادلة القوة وتجعل الاحتلال في موقف الدفاع الدائم.

فبين القصف والصواريخ، وبين الاشتباكات العنيفة في الأحياء والطرق، يبقى الصوت الفلسطيني يصدح: نحن هنا، نقاوم، لا ننسى، ولا نغفر.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen