08 كانون الاول , 2024

المقاومة الفلسطينية: ضربات موجعة تعيد رسم معادلة الردع

في قلب المشهد الفلسطيني المقاوم، تتصدر رفح مشهد الصمود والتحدي، حيث نجحت المقاومة الفلسطينية في توجيه ضربة نوعية لقوات الاحتلال، أعادت صياغة معادلة الردع من جديد. العملية البطولية التي استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية شرق رفح لم تكن مجرد رد فعل عابر، بل رسالة عميقة بأن غزة، رغم الحصار والقصف، لا تزال قلعة لا تنحني أمام آلة الحرب الإسرائيلية، وأن إرادة المقاومة هي السلاح الأقوى في معركة التحرر .

وسط غبار المعارك وصدى الصمود الفلسطيني، تبرز رفح كرمز حيّ للإرادة التي لا تنكسر، حيث شهدت عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية أظهرت عمق التخطيط ودقة التنفيذ في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية. العملية التي استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية لم تكن مجرد حدث ميداني عابر، بل كانت تأكيدًا على أن المقاومة قادرة على قلب المعادلات وفرض إرادتها رغم قسوة العدوان. في هذا المشهد المشتعل، تُكتب معادلة جديدة عنوانها أن الاحتلال، مهما بلغت قوته، سيظل عاجزًا أمام عزيمة شعب قرر أن يجعل من المقاومة نهجًا للكرامة وسبيلًا للتحرر.

شهدت مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تصعيدًا ميدانيًا حاسمًا، حيث نفذت المقاومة الفلسطينية عملية نوعية استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية من طراز (D9)، ما أسفر عن مقتل ضابط برتبة ملازم في سلاح المدرعات الإسرائيلي. العملية التي تبنتها سرايا القدس بالتعاون مع كتائب القسام تمثل تصعيدًا جديدًا في مواجهة قوات الاحتلال في القطاع، وقد أفادت مصادر ميدانية أن مقاتلي المقاومة استهدفوا الجرافة العسكرية بقذيفة تاندوم دقيقة التوجيه بالقرب من حي الجنينة شرق رفح، ضمن سلسلة من الهجمات المنسقة التي أرهقت الاحتلال على جبهات مختلفة.

الإعلام الإسرائيلي وصف الحادث بأنه أمني صعب حيث أكد مقتل الضابط الإسرائيلي أبراهام بن بنحاس، وقد اعترفت إذاعة جيش الاحتلال بخسارة الضابط أثناء اشتباكات عنيفة في المنطقة، وهو مؤشر واضح على التحديات التي تواجه الاحتلال في تحقيق أهدافه الميدانية.

هذه العملية تأتي في سياق نهج تصعيدي تتبعه المقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت كتائب شهداء الأقصى يوم الجمعة قصفها تجمعات الاحتلال في محور نتساريم وسط القطاع بصاروخين من نوع 107، وتزامن ذلك مع استهداف الاحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية المدنية، حيث تعرض مستشفى كمال عدوان لقصف مكثف بأكثر من مئة قذيفة، مما تسبب بأضرار جسيمة وعرّض حياة المرضى والأطقم الطبية للخطر.

تصاعد عمليات المقاومة يحمل دلالات واضحة، فهي ليست مجرد رد فعل على العدوان الإسرائيلي بل خطوات مدروسة تسعى لتغيير قواعد الاشتباك وفرض إرادة الشعب الفلسطيني على المحتل، إذ تؤكد هذه العمليات على رفض المقاومة للهيمنة العسكرية، وردها على كل اعتداء إسرائيلي مهما بلغت حدته بقوة ميدانية وإرادة صلبة، إلى جانب تعزيز التنسيق بين الفصائل والعمل ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى استنزاف الاحتلال وإظهار عجز منظومته الدفاعية رغم الحصار المفروض على القطاع.

الرد الإسرائيلي على هذه الضربات تمثل في تكثيف الغارات الجوية واستهداف المدنيين، حيث شنت الطائرات الحربية سلسلة غارات في دير البلح وبيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى وتدمير ممتلكات المدنيين. في ظل هذا التصعيد، تبدو المقاومة الفلسطينية أكثر تصميمًا على فرض معادلات جديدة تعيد رسم موازين القوة، مستندة إلى إرادة شعبية صلبة تصر على استعادة الحقوق المسلوبة مهما بلغت التضحيات.

بهذه العمليات النوعية، تثبت المقاومة أنها قادرة على توجيه ضربات موجعة للاحتلال، لتبقى غزة رمزًا للصمود والمقاومة عنوانًا للكرامة الوطنية في وجه آلة الحرب الإسرائيلية.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen