08 كانون الاول , 2024

الجنوب اللبناني: أرض الصمود أمام خروقات الاحتلال

الجنوب اللبناني، حيث تختبر الكرامة صلابتها في مواجهة العدوان، وحيث تسطر التضحيات دروساً في الصمود. غارات إسرائيلية جديدة تسرق أرواح الأبرياء، لكنها تعجز عن كسر إرادة شعب جعل من أرضه سداً منيعاً أمام أطماع الاحتلال، ووحدته سلاحه الأقوى في وجه التحديات.

في الجنوب اللبناني، تتوالى فصول الاعتداءات الإسرائيلية في تحدٍ سافر لقرارات الشرعية الدولية واتفاق وقف إطلاق النار. خلال الأيام الأخيرة، تكثفت الخروقات العسكرية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفةً الأرواح والبنية التحتية، في محاولة لإرباك الجبهة الجنوبية، لكنها لم تنل من صمود اللبنانيين ووحدتهم الوطنية.

في أحدث سلسلة من الخروقات، نفذت طائرات الاحتلال غارتين مدمرتين على بلدتي بيت ليف ودير سريان، ما أسفر عن استشهاد ستة مدنيين وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. ولم يقتصر العدوان على ذلك، إذ أغارت طائرة إسرائيلية مسيّرة على دراجة نارية في دير سريان، مما أدى إلى سقوط شهيد وعدة إصابات، بحسب بيان الدفاع المدني اللبناني.

إضافة إلى ذلك، تعرضت بلدة الناقورة لقصف مدفعي مكثف، ما أثار حالة من الذعر بين السكان وألحق أضراراً جسيمة بالممتلكات. وتأتي هذه الهجمات ضمن عشرات الخروقات اليومية التي تشمل طلعات جوية للطيران الحربي والاستطلاعي الإسرائيلي فوق مناطق الجنوب والبقاع، بالإضافة إلى القصف المدفعي المتكرر على المناطق الحدودية.

فمنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، تم رصد سلسلة واسعة من الانتهاكات الإسرائيلية، شملت:اختراق المجال الجوي من خلال تنفيذ طلعات جوية متواصلة للطائرات الحربية والاستطلاعية فوق مناطق جنوبية مثل صور، الناقورة، ومرجعيون وقصف مددفعي من خلال استهداف مباشر للمناطق الحدودية، لا سيما بلدات رامية، يارون، والناقورة والاعتداءات البرية اي محاولات تقدم لقوات الاحتلال داخل المناطق الحدودية، واستمرار بناء التحصينات العسكرية بالقرب من الخط الأزرق كما والهجمات بالطائرات المسيّرة كما حدث في استهداف دراجة نارية بدير سريان، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

في مواجهة هذه الخروقات المتصاعدة، عقدت الحكومة اللبنانية جلسة استثنائية في ثكنة "بنوا بركات" بمدينة صور، أكدت خلالها رفضها القاطع للخضوع للتهديدات الإسرائيلية. وطالب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد للجم العدوان الإسرائيلي ووقف انتهاكاته المستمرة لاتفاقية وقف إطلاق النار والقرار 1701.

وأشارت الحكومة إلى أن هذه الاعتداءات المتكررة لا تهدد استقرار الجنوب فقط، بل تمثل خرقاً واضحاً لكل القوانين الدولية، داعيةً الأمم المتحدة إلى ممارسة ضغط فاعل على الاحتلال للانسحاب من الأراضي المحتلة وتنفيذ التزاماته

رغم هذه الخروقات المتصاعدة، يظهر الجنوب اللبناني صموداً لا يلين. بين رفع الأنقاض ومسح الأضرار وإعادة بناء ما دمره العدوان، يواصل أهالي الجنوب كفاحهم اليومي للحفاظ على كرامتهم وأرضهم. وتعمل الحكومة اللبنانية بالتنسيق مع الجيش و"اليونيفيل" على تعزيز التدابير الأمنية والاستعدادات الميدانية لمنع الاحتلال من استغلال أي ثغرة على الجبهة الجنوبية ليظل الجنوب اللبناني عنواناً للصمود والإرادة الوطنية، رافضاً الرضوخ مهما اشتدت التحديات.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen