عملية دهس بالخليل.. الضفة الغربية خزان المقاومة الدائم
يثير تطور عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة تحديات كبيرةً في أوساط قيادة العدو بكل مستوياتها، خصوصا مع الزخم الكبير الذي تشهده وحساسية المناطق التي تتم فيها العمليات وأحدثها عملية الدهس التي اسفرت عن سقوط عدد من الجرحى بصفوف الجنود الصهاينة الصهاينة في الخليل.
في السنوات الأخيرة شهدت مناطق الضفة الغربية تصاعدًا لافتًا في العمل المقاوم ضد الاحتلال إذ اتخذت فصائل المقاومة تكتيكات أكثر إيلامًا لقوات الاحتلال، وتوسعت رقعة عملياتها لتشمل مناطق جديدة إلى جانب مخيم جنين الذي شكل رمزًا للمقاومة، رغم الجهد الكبير الذي بذله العدو في محاولة للتضييق على المقاومة، ولجأ إلى سياسة القضم التدريجي للأراضي الفلسطينية، من خلال إقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية، ونشر المئات من الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش، وشق الطرق لخدمة المستوطنين، بهدف قطع أوصال الجغرافيا الفلسطينية ومنع انتشار المقاومة.
إلا إن المقاومة الفلسطينية فاجأت الاحتلال بتغيير المعادلة ميدانيًا، حيث توسعت رقعة عملياتها لتشمل مدنًا أخرى مثل نابلس وطولكرم وطوباس، وتنوعت أشكالها لتتجاوز الاشتباكات اللحظية إلى عمليات أكثر تعقيدًا ونوعية، وخير دليل على ذلك ما شهدته الضفة الغربية اليوم، فبعد استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال على حاجز قلنديا بالقدس، بزعم محاولة تنفيذ هجوم على مركز شرطة الاحتلال في المدينة، انتقاما لاستشهاد 5 من أقاربه في مخيم نور شمس بطولكرم، عملية نوعية جديدة في المنطقة التي تشكل القلق الاكبر بالنسبة للعدو، حيث نفذ بطل فلسطيني عملية دهس في مدخل مخيم "الفوار" جنوبي مدينة الخليل ما اسفر عن سقوط عدد من الإصابات بصفوف العدو.
العمليات هذه، وما سيتبعه من عمليات ما هي الا تأكيد على أن عدوان الاحتلال لا يمكن ان يبقى من دون رد وأن كثرة الاجرام والقتل لن تردع اصحاب الحق، وأن كل بلدة فلسطينية هي منطلق لعمل فدائي وأن كل فلسطيني هو مشروع لمقاوم لن يتردد حين يتوفر السلاح من الالتحام مع الاحتلال في مواجهات ستجبره على الرحيل.