07 كانون الاول , 2024

خروقات مستمرة:الاحتلال الإسرائيلي يُمعن في استباحة لبنان رغم اتفاق وقف النار

بين اتفاق وقف اطلاق نارٍ واضح وعدوانٍ مستتر، يعيش الجنوب اللبناني أياماً تحت وطأة الخرق الإسرائيلي المتواصل، في مشهدٍ يفضح هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر.. غاراتٌ جوية، قصفٌ مدفعي، وتحليق مكثف للطيران الحربي والمسيّر، كلها أدوات يستخدمها الاحتلال في انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية.

رغم الخروقات المتعددة لوقف إطلاق النار يظل لبنان، جنبًا إلى جنب مع مقاومته الباسلة، ثابتًا في مواجهة التحديات. المقاومة الاسلامية، التي صنعت من الشجاعة والإصرار سلاحًا قويًا ضد أعتى جيوش الاحتلال، تواصل صمودها وثباتها في وجه محاولات العدو لتركيعها أو استنزافها ورغم القصف المدفعي، الغارات الجوية، والاعتداءات المتكررة، يبقى الأمل متجددًا في قدرة لبنان والمقاومة على إخماد نيران العدوان، متمسكين بحقهم في الدفاع عن الأرض والشعب

إنه صمودٌ ينبع من الإيمان العميق بأن التحرير والكرامة لا يتوقفان عند حدود الاتفاقات، بل في قوة الإرادة والمقاومة

فمنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، لم يتوانَ الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة عدوانه بخروقات متتالية تعكس إصراره على زعزعة الاستقرار في المنطقة

في الجنوب اللبناني، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجرى نهر الليطاني بين بلدتي زوطر الشرقية ويحمر، في هجوم يفضح نوايا الاحتلال باستهداف الموارد الطبيعية والبنى التحتية الحيوية. كما شهدت بلدة الماري قصفاً من طائرات مسيّرة إسرائيلية استهدفت مركبة مدنية، في اعتداء مباشر على الأمن اللبناني، وإن لم تُسجل إصابات بشرية.

لم تقتصر الخروقات على الغارات الجوية، بل امتدت إلى القصف المدفعي العشوائي الذي طال مناطق متعددة بين بلدتي الماري وعين عرب، ومحيط راشيا وسهل الماري وفي بلدة يارون، نفذ جيش الاحتلال عمليات تفجير ضخمة استهدفت منازل المدنيين وطرقهم الرئيسية، مما أدى إلى تدمير ممتلكات وإحداث حالة من الرعب بين السكان.

وفي تصعيد آخر، استهدفت غارات العدو معبر جوسيه الحدودي مع سوريا، مخرجة إياه عن الخدمة للمرة الثانية منذ إعلان وقف إطلاق النار، في خطوة تُظهر الإصرار على قطع شرايين التواصل بين لبنان وسوريا، وتعطيل الحياة الاقتصادية والمدنية.

أجواء العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية الأخرى لم تكن بعيدة عن هذه الاعتداءات، إذ حلّقت الطائرات الحربية على علو منخفض مؤكدة أن الاحتلال لا يلتزم بأي اتفاقيات دولية أو قرارات تضمن سيادة لبنان واستقراره.

إن المشهد في لبنان يعكس امتداداً لعدوان إسرائيلي أكبر في المنطقة، حيث تُجمع المعطيات على أن الاحتلال يستهدف كل شعلة تُضيء الطريق نحو القدس، كما أكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم  فما يجري في لبنان وسوريا وفلسطين اليوم ليس سوى نسخ مختلفة لعدوان صهيوني واحد، يقف وراءه المشروع الأمريكي-الصهيوني الذي يوظف أدواته العسكرية والسياسية لتحقيق أهدافه.

سوريا بدورها لم تكن بمنأى عن هذا التصعيد، إذ تتعرض اليوم لهجمات جديدة في إطار مشروع يتجدد مع كل إخفاق للمخططات الإسرائيلية في لبنان وفلسطين. فمع فشل الاحتلال في تحقيق مكاسب استراتيجية واضحة في الجنوب اللبناني بعد وقف إطلاق النار، تعود التحركات المشبوهة للمسلحين في سوريا، في محاولة لاستهداف وحدتها واستقرارها.

إن هذه الخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ليست مجرد اعتداءات موضعية، بل سياسة ممنهجة تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال، الذي لا يهدف إلا لإطفاء كل شعلة تقاوم مشروعه الاستيطاني والتهويدي في المنطقة. أمام هذه الانتهاكات، يبقى الشعب اللبناني متمسكاً بثوابته، مدركاً أن المواجهة مع هذا العدو تتطلب وحدة الصف والإرادة، دفاعاً عن الأرض والسيادة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen